الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

قسوة «سجون الحياة»

قسوة «سجون الحياة»
عصام كرم الطوخي كاتب ومؤلف ـ مصر

نتوهم، أو نظن، أحياناً أن تغيير البعض إلى الأفضل مسألة وقت فنفسد حياتنا بانتظار مميت، فلا نعاتبهم ولا نلومهم فنجد حياتنا معهم لا روح فيها، لذلك تعلّم كيف تكون جريئاً في وقت الأزمات.

بمرور الوقت ستجد روحك معهم لم تعد بريئة كما كانت فقد تركت قسوتهم بداخلك أثراً لا يزول، ولم يعد في القلب المتصدع المكسور إلا صرخات صامتة ومشاعر شاردة، وأصبح بقاؤك بجانبهم يأخذك إلى مفترق طرق، وستجد أنك في حياتهم لم تعد كل شيء، لذلك استمتع بحياتك وتذكّر دائماً أن المواقف تكشف عمق المشاعر ومن يساندك في قوتك وضعفك، ومن يسعى للتغيير ومن لا يسمع إلا ما يريد سماعه، وفي هذا السياق يقول مصطفى صادق الرافعي: «أشد سجون الحياة قسوة، فكرة بائسة يسجن المرء منا نفسه بداخلها».


سوف تدرك من تجربتك مع من لا يتغيرون أن أكثر الأشياء ثباتاً تهتز على مرّ الأيام بسببهم، وأنهم ينهكون القلوب ويشتتون العقول فلا تستريح في المكان الذي يتواجدون فيه، فتتذكّر دائماً بوجودهم معك الكثير من خيبات الأمل، فلم تعرف معهم إلا الحزن والخذلان، بسبب تبخر وعودهم الكاذبة فتصبح غريباً بعدما كنت مألوفاً، فلا شيء يبقى جميلاً بسببهم، وبمرور الوقت لم تعد تستهويك تفاصيلهم، فتجد صمتك معهم لم يكن ضعفاً منك لأنك تملك قلباً يرفض جرحهم فتتحول معهم بسبب قسوتهم من طمأنينة القلب إلى زاوية التعساء.


لذلك عليك الابتعاد، وحاول أن تتجاهل الضجيج المستمر الذي بداخلك لتعيش الحياة التي تريدها أنت لا التي يفرضها عليك البعض.