الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

يا زمان «الضغوة» في الإمارات

يا زمان «الضغوة» في الإمارات
حميد الزعابي بوناصر كاتب ـ الإمارات

«الضغوة» هي إحدى طرائق صيد الأسماك الشاطئية، التي عرفها الإنسان منذ العصر القديم، ولا سيما صيد أسماك «الحِساس» والتي يطلق عليها في الإمارات (البرية)، بأنواعها «العربي» و«الزَّاعم» الذي يستخدم في الأكل طرياً كان أو مسحوناً وهو (القاشع)، أو العومة (السردين) لاستخدامها في الأكل، وتقشيع الزرع وأعلاف الحيوانات بعد أن تجفف، ويبدأ صيدهما بعد در السبعين من المئة الثانية في حساب الدرور عند أهل الإمارات، ودلوك نجم سهيل في السماء في مثل هذه الأيام من كل عام.

في الماضي كان للضغوة في الإمارات طابع خاص، ولا سيّما عند القاطنين في مدن وقرى الإمارات الساحلية، فما أن يتردد على مسامع سكانها بأن هناك ضغوة، حتى يخرج الجميع من صغير وكبير يرافقهم الأبناء، وهم يحملون الجفران (سلال السعف)، متوجهين نحو مكان الضغوة للمساعدة في جر حبال شباك الصيد وإخراجه من الماء للحصول على المقسوم من أسماك البرية أو العومة.


وهناك من الرجال من يجلس على سيف البحر ممسكاً طبقته، ويراقب لحظة انشطار القبلان (شباك الصيد ذات الأعين الصغيرة جداً، والمخصصة لصيد البرية والعومة)، ليقفز في الماء ويغرف الأسماك الخارجة من القبلان، وهو يستمع إلى صرخات الهوبيس وأهازيج الصيادين، وهدير الأمواج، بينما تجلس النساء في الخلف، ومنهن من تشارك في جر حبال شباك الصيد من خلف الرجال، والأطفال يتنافسون في صيد طيور النورس بواسطة المعضى، لتبقى معهم طوال فترة الشتاء والصيف ليلهوا معها، ويصطحبوها إلى البحر كل صباح ثم يعودوا ليطلقوها في ذات الموسم عند عودة طيور النورس إلى سواحل الإمارات، وحين تنتهي الضغوة ويعودون إلى منازلهم يخيم الشعواط (أعمدة الدخان المصحوبة برائحة شواء الأسماك) في سماء المكان.