أطفال العراق المذبوحون

كريمة كاظم السعدي شاعرة وإعلامية ـ العراق

أفتش في الماء

عمن ينقذني

يا أمي

تركت فمي

قلبي

في غصة.. في وجع

فلم أرَ قبلاً طفلاً مقتولاً

***

أتُراكِ أنت يا أمي؟

نصف رحمة

ونصف جانٍ

حسبنا الله

علينا يغضب

بعد هذا الجرم

لكني أبقى.. فداء لك

وأذهب مقتولاً

***

رميتِني

مثل خرقة

بدم بارد

مع الفجر

وكأن بي

داءً.. وطاعوناً

***

فألقيتِ.. وألقيتِ جسدي

وألقيتِ صباي في أنين البحر

ولم ترعي حرمة الله

على المولود له

رزق.. وعهد مسؤول

***

فلم يبقَ لي

قلب يدق

ولا عين ترف

ولا بسمة للصبح

ولا نور

***

لم يبق لي عشب

يرتوي من حنان

الأم .. ينعم

ولا ضحكة ككل أطفال

المشرق.. والمغرب

ولا حتى بكاء.. وصرخة

في الأعناق مكتوم

***

أمي

أنا لي في الحياة

حق..

ومن الحب

قسم...

لأعيش أبداً

طفلاً مغروراً

ومن الأحلام

نجم أطارده

أبقى صبوراً

***

فكيف لي أنساك

يا أمي

وكنت أنت الوجع

وكنت أنت.. القاتل

وطفلك المقتول

***

أمي .. أعلم

أن الموت

في شوارع وطني

بات مغلوباً

جوع ...فقر .. داء

ووطن منهوب

أطفال..

بين مطرقة الجاني

وسندان الأم

سندان الأب

سندان الظالم.. بات.. مشهوداً