الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ما وراء الأحلام.. «شيخة»

ما وراء الأحلام.. «شيخة»
خلود خالد حامد طالبة علم نفس ـ الإمارات

الحُلم كلمة كبيرة تحمل كثيراً من المعاني، ننظر إليه وننتظره، ولكننا نُصاب بالعمى حين ينتهى حرف الميم، ذلك أن الإنسان لا يعرف، أيكون الحلم له أم عليه، فالأحلام عموماً هي دنيا الخلاص، والعالم الجميل الذي يصوره العقل لصاحبه، الذي إن صدف وتحقق ستصبح حياة المرء ورديَّة ويحصل على السعادة الأبدية التي لا حزن بعدها، وهذا غير صحيح ومنافٍ للواقع.

الحلم، عزيزي القارئ، يحمل معه الكثير إلى عالم آخر سيغير مجرى مسارك إلى حياة قد لا تستطيع مجاراتها، أو ربما تستطيع، لكن في وقت ومكان مختلفين، فمثلاً: إن تحقيق حلمك سيستنزف كل الطاقة التي كنت تشع بها حين كنت تتمنّى أن يتحقق حلمك، ولا تظن أن مع تحققه سينتهى الجهد.. لا، لأنه عليك أن تعلم أن مع كل حلم يتحقق هناك بداية جديدة صفحة بيضاء، ستسعى لتكتب أنت فيها كل حرف بإتقان.


لذلك عليك أن تحذر لأن أخطاءك محسوبة، واستعد لبذل كثير من الجهد، لأن كل بداية هي صفحة جديدة ـ كما ذكرت سابقاً ـ وبعض الأحلام هي نعمة لك، وستغير حياتك إلى أجمل مما كنت تتوقع.. حياة لم يرسمها لك خيالك حين كنت تغرق في سيناريو الحلم، الذي تتمنّاه كل ليله، حتى إنه قد يفوق كل تخيلاتك التي كنت تعتقد أنها لن تتحقق، من ذلك الهمس في داخلك قائلاً: أعتقد أنني لم أعش حياة حقيقية.


إذن فالأفضل أن تختار أحلامك وتجعل منها أهدافاً، لأنه مع الإصرار لا يوجد مستحيل، وكُن مستعداً، لأن كل حلم هو بداية جديدة لعالم آخر يفوق توقعاتك.

وأُنهي حديثي بإهداء مقالي هذا إلى ابنتي شيخة.. لأنها حلم تحقق في الثاني من أكتوبر الفائت بعد طول انتظار.. فلله الحمد من قبل ومن بعد.