السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«مارادونا».. الثائر الأخير

«مارادونا».. الثائر الأخير
في مشهدٍ مُتداول ومُؤثر، وقف اللاعب الأسطورة أمام مُغني الشارع «مانو تشاو»، وهو يعزف جيتاره مُردِّداً:«لو كُنتُ مارادونا، لَكُنتُ عشتُ مثله..»، وبينما كانت ألحان الأغنية الإسبانية الشهيرة «الحياة يانصيب»، تنساب في الوجدان، كانت الذكريات تتدفق في رأسهِ، وهو يتذكر بِأسَى ذلك الطفل الذي يُداعب الكُرَة في أحياء بوينس آيرس الفقيرة.

حدث ذلك عشية نُزوح الثائر الأخير «دييغو أرماندو مارادونا» – 25 نوفمبر 2020- حينَ لفَّ المستديرة الكبيرة سواد عظيم، وخَلَدَ من عليها في حزن عميق، فأعظم من لمس المستديرة الصغيرة قد غادرها باكِراً بعد أيامٍ فقط من بلوغه الستين.

مارادونا الذي اعتلى عرش المجد والثراء، عاش حياته دون تكلُّفٍ كالفقراء، يُقبِّل أيادي الناس ويمكُث على الأرض، وفي مشهده الأخير قبل الرحيل بأيام لوَّح بيديه مُبتسماً لطفلة أشارت إليه، رغم أنه كان بالكادِ يمشي، وقد حاول جاهداً أن يعيش حياة طبيعية رغم دَوَّامة الإدمان، فلم يهجر الكرة مُذ لمسها طفلاً في الثالثة من عمره وحتى سقوطه مُدرِّباً في وعكة الموت.


لقد أثَّر في وجدان العالم بموهبته وبهجته وعذاباته التي لم تنفَك إلاَّ بانعتاقِ الروح.


وحتى تكتمل أسطورة الفتى الأرجنتيني المتفردة، كانت له، ودوناً عن غيره من الأساطير، محطة مميزة عند العرب عبر الإمارات، التي انخرطت بدورها في العالم الخارجي، فقد عاش فيها أعظم من أنجبت كرة القدم على مر العصور، كمُدرِّبٍ وسفير، من العام 2011 وحتى 2018.

جالس خلالها أهلها، وشاركهم أتراحهم قبل أفراحهم، فشوهِد في سُرادِقات العزاء كما شُوهِد في احتفالات الاتحاد يرقص «الرزفة» باللباس الوطني، وتركَ لهم مقهى «دييغو»، بل وأكثر خطط للاستقرار بدبي التي أحبَّها كثيراً، واحتفظ بأهم مقتنياته فيها.