الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

نُطق القلوب.. وصمت الوسائل

نُطق القلوب.. وصمت الوسائل
سلسبيل مصطفى الشيخ مترجمة ـ الأردن

الظَّاهر أمامنا اليوم - عبر حياة عصرية مليئة بالابتكارات في جميع المجالات - أن وسائل التواصل الاجتماعي، بتعددها وتنوعها، أداة تجمع الناس مع بعضهم البعض، وتقرّب المسافات بينهم مهما كانت بعيدة، وإن تعدّدت أشكالها، واختلفت استخداماتها، فهي في نهاية المطاف تصب في هدف واحد ألا وهو: «تسهيل التواصل بين الناس».

لكن بالرغم من نفعها، الذي يبدو أكبر من ضرّها، قد تسبب بعض المشكلات، وتُحدِث أحياناً سوء فهم، فعلى سبيل المثال، قد نقرأ رسالة من شخص قريب، ونبادر بالرد عليه، لكن قد يتأخر في التجاوب معنا، فيَخطُر لنا أنّه غير مبالٍ أو غير مهتم.. هنا تبدأ الظّنون والأفكار، وقد تشتعل الصدور بنار الحقد والكراهية، وتمتلئ القلوب بالعَتب والحزن من لا شيء.


إن الحال تلك تجعل وسائل التواصل الاجتماعي - اعتماداً على سوء الظن أحياناً - مدخلاً للتّنافر والتباعد، وما ينقذنا من ذلك هو إيجاد أعذار للآخرين، فمثلاً قد يكونون مشغولين، مُتعَبين، أو حتى أنهم ليسوا بمزاج جيد ليكتبوا أو يعلّقوا على رسائلنا، ليس من دافع قلة الاهتمام أو اللامبالاة، وإنما لكلٍ منّا مشاغله وحياته الخاصة.


عمليّاً، الأمر أبسط مما نعتقد، فمثلاً لو أردتِ أن تطمئِنّي على صديقتك أو قريبتك، ولم تَرد عليك برسالة، فبادري أنت بالاتصال بها، واطمئني عليها، أو قومي بزيارة لها إن كانت المسافة بينكما قريبة، ولكن لا تدَعِي وسائل التواصل تحدد مدى عمق العلاقة بينكما، ففي النهاية ما هي إلا وسائل صامتة لا تعبر دائماً عمّا في القلوب.