الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مُتلازمة القطعة المفقودة

مُتلازمة القطعة المفقودة
ابتسام عطالله الرمحين كاتبة وليسانس ترجمة ـ لبنان

نظرتُنا لأمور حياتنا لها دور كبير في تفاعلنا مع أحداثنا اليومية، لذلك أسالك: هل تفكيرك يتجه دوماً نحو الأشياء التي لا تملكها؟ وهل تقيّم الأشخاص من حولك بالنّظر إلى نواقصهم وسلبياتهم؟ وهل أنت من الأشخاص الذين لا يشعرون بقيمة ما يملكون من نِعم في الحياة؟

إذا أنت كذلك، فمعنى ذلك أنك مصاب بمتلازمة القطعة المفقودة (الناقصة)، وهو مصطلح ابتدعه السياسي دينيس براغر، ويعني ببساطة التركيز على الأشياء التي تنقصنا بدلاً من الأشياء التي نملكها.


فتركيزنا على النَّواقص، وتهميشنا للأشياء الجيدة، يؤدي إلى إفقادنا القدرة على مواصلة أمورنا الحياتية، لأنها تتعب العقل، وتفقدنا حماسنا، الأمر الذي يؤثر بشكلٍ سلبي على نفسيتنا، تصرفاتنا، وسعادتنا.


والسؤال المطروح هنا: هل يوجد حل للتعافي؟ نعم، لكن الحل عندك أنت، فحياتك لن تتغير ما لم تغيّر نظرتك لها، وتبدأ البحث عن النعم الموجودة لديك، بدلاً من تركيزك على النواقص والعيوب.

إننا إذا تأملنا في طريقة حياتنا فسنجد أنها كلها عبارة عن اختيارات، ونحن من يختار رؤية شوك الوردة ونقدر بين ما نملك من نِعم، وبين السعي وراء ما يملكه الآخرون، ونَحن من يقرر توجيه الانتباه وتركيزه.

تذكر أن قيمة الأمور لا تعرف إلا بأضدادها، فمثلاً: نحن لا نقدّر نعمة الصحة ما لم يصبنا المرض، ولولا وجود الناس السيئين أيضاً لما قدّرنا نعمة الطيبين.

فالتركيزعلى الأشياء الناقصة لديك يُضفي طعماً مرّاً، ولوناً باهتاً على أيَّامك، ويحرمك من التَّمتّع بها. ابدأ الآن وافتح باباً جديداً، ورحّب بكل النّعم التي لديك وركِّز عليها.