الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

تأملات.. وخواطر

تأملات.. وخواطر
نبيل عرابي كاتب - لبنان

هنا أكتب ما تأملت ودار في ذهني وأذهان الآخرين من خواطر، أحسبها سرداً لمسارات حيوات بعضٍ ممن نعرفهم، وكثيرين ممن نجهلهم، وقد اهتديت تفكيراً وكتابة لأن يكون لكل تأمل وخاطرة، وهما يحفران معاً أخدوداً في عمر الزمن، عنواناً على النحو الآتي:

• على غير اعتياد


قصد المقهى كالمعتاد.. جلس إلى طاولة منعزلة نسبيّاً وفتح صحيفته، وأخذ يشرب قهوته المسائية ببطءٍ شديد، ثم أشعل سيجارةً تلو أخرى، وحين أعلن النادل أنه يغلق الأبواب غادر المقهى، وقرّر ألّا يعود إلى ملل أيامه المعتاد، كما قرر أيضاً أن يُنهي تسلسلها بشكل مختلف، غير أنه لم يعُد إلى بيته، ولم يرهُ أحد منذ ذلك اليوم!


• ليل.. وانتظار

يقفُ إلى نافذة غرفة نومه ليلاً، منتظراً مرورَ فجر عَبِق بالجمال والأنوثة والخجل، لكنه لم يعرف كيف نسي الفجر أنّ الحبَّ لوعة، وصبر، واحتراق، انتظار بلا عقارب ساعة وتقويم سنويّ، وبقيَ الليل ينتظر عند نافذة غرفة نومه، وغادر هو إلى ليل آخر لا حياة فيه!

• طفلة تبكي

كانت طفلتها التي لم تتجاوز السنوات الأربع تبكي بكاء مرّاً، وهي تقف أمامها تتأمّلها بصمت، وحين تحلّق الناسُ حولها، راحوا يسألونها:

- لماذا تبكي ابنتكِ؟.. ما بها؟

أجابت ببرود:

- لطالما بكيت وبكيت، حين كنت بمثل عمرها، ولم يهتمّ أحد لأمري!

• يتحدّث أثناء نومه

هي (بغضب شديد) في الصباح: البارحة كنتَ تتحدّثُ عنها أثناء نومك. مَن هي؟.. أخبرني مَن هي؟

هو (بارتباك واضح): ماذا تقولين؟.. أنا أتحدّثُ عنها أثناء نومي..؟

في صباح اليوم التالي، قلت هي (بفرح شديد):

- لم أكن أعرف أنّك تحبُّني إلى هذا الحدّ! .. ابتسمَ لها، وقال في سرّه: ولا أنا.. ولا أنا..!