الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لنَمْشِ معاً في دروب الأمان

لنَمْشِ معاً في دروب الأمان
كندة العظم إعلاميّة - سوريا

قدرُها أن تعيش بخوف وعزلة وألم، وقدرُنا أن نمنحها من الحب ما نستطيع.. فالأمان والاستقرار والسلام حلمها الذي آمنت به منذ سنين، أملاً في أن يغدو واقعنا البشع حلواً وسعيداً.. إنها الإنسانية.. المبدأ السامي والنبيل.

ولكن وبالرغم من جمال مبدأ الإنسانية وروعة معانيه، إلا أن هناك من يعتقد أن المآسي والحروب والنزاعات ما هي إلا أسباب كافية ونتائج واعدة لحاضر كئيب، ومستقبل مؤلم وحزين.. فكيف يمكن لجروحنا أن ترمّم، ولأحلامنا أن تحقّق، بعد أن صمّ الموت بصوته الآذان، وأعمى بقسوته العظيمة القلوب، حزناً على مصائر أفراد أغلقت لهم الحروب كل الدروب المؤدية إلى السلام والأمان والاستقرار؟


نعم، قد يكون هذا الاعتقاد منطقيّاً لمن يرى الحياة بنظرة الخوف والاستسلام، ولكنه وبالرغم من واقعيته إلا أنه غير صحيح، والصحيح أن فوزه واقع ونصره مؤكد، لذا فإنّ قيم الإنسانية ومبدأها الثمين محال ألّا يجعلا حاضرنا أفضل وغدنا مشرقاَ وسعيداً.


فنحن - شباب اليوم - قادرون على جعل مجتمعاتنا تعيش هادئة البال، مطمئنة القلب، حين نؤمن تماماً بدور الإنسانية الرائد في مجتمعاتنا ونسعى جاهدين في تعزيزه وتقديمه لمن هم بحاجة إليه، ودورنا اليوم لا يقتصر أهمية عن دور المؤسسات الفاعلة في مجال الشأن الإنسانيّ، فنحن من نصنع من الحزن سعادة، ومن الخوف أماناً واطمئناناً، وإنّه مهما قست الحياة علينا وجزّأت أحلامنا إلى قطع مختلفة في الأحجام، متساوية في الآلام، فإننا لن نوّلي الإنسانية دبرنا عازمين على المضي قدماً في دروب الحياة خائفين.

لا يزال بإمكاننا أن نجعل الخير حليفنا، والمستقبل الواعد قرارنا.. وأن نثبت أن الدنيا لا تزال بخير، لأنها بالفعل كذلك.. فهل وجدتم من هو أنقى من الإنسانية، يعيد إلينا الأمل الضائع الغريب؟