لا تنسَ أن تعيش

سعيد عبدالله الخوري كاتب - الإمارات

نسعى جميعاً إلى أن نعيش الحياة التي نريدها ونحلم بها منذ الصغر، بل حتى عندما تكبر أدمغتنا وتصبح شعلة المشاعر لدينا تضيء حياتنا بما نريد أن نصبح، وما نريد أن يكون لدينا بكل قوة.

نتمسك بأشياء لربما تصعد بنا نحو القمة حتى ولو كانت صغيرة، بيقينٍ منا أن القفزات الكبيرة تتكون من قفزات صغيرة تسبقها بالعمل والجهد والاجتهاد.. خلال سنوات عملنا الشاق وسفرنا نحو تحقيق ما نصبو إليه تقابلنا الكثير من العثرات، النكسات، التعب، الإحباط، والسقطات، ويتخللها بعض من النجاحات، والوقفات، والفرح.

تمر أيامنا، تسقط زهرات أعمارنا السنة تلو الأخرى.. حتى إذا أصبحنا في سِن يئست منها أجسادنا عن القفز والركضِ وحتى المشي؛ تذكرنا!! ووقفنا عن التفكير لبرهة وقُلنا: - هل استمتعنا بحياتنا؟ وهل وقفنا للحظة خلال مسيرة ركضنا نحو الحلم والهدف وعشنا؟ جميعنا نحب أن نحقق أهدافنا لكن يجب أن يكون لنا متنفس للحياة، فكثرة الضغوطات تقودنا إلى التوقف.

أعطِ نفسك مساحة للحياة.. مساحة للعيش.. مساحة للفرص التي تأتيك.. تعامل مع الحياة بكل ما ملكت من جنون، استمتع بكل لحظة تعيشها، جرب أن تمارس حريتك بعقلانيه، جرب أن تنعش مواهبك، واقرأ من أجل أن ترقى بنفسك أكثر مما كنت عليه، وابتعد قدر الإمكان عن التكلف بما لا تطيقه.

وكما قال الشاعر السوري رشيد سليم الخوري، المشهور باسم «القروي»:

مَتِّع شبابك إن العمر أطوار

وكل طور له في العيش أوطار

إن أنت لم تجنِ من روض الصبا زهراً

فليس في دمنة الأيام أزهار

عزيزي الساعي للتميز، وأنت في مسيرك للهدف لا تنسَ «أن تعيش».