الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حب الموهوبين

حب الموهوبين
حبيبة عوض طالبة جامعية ــ الإمارات

لديَّ الكثير من الحب لأكتبه، أنا وكل من اعتزل الواقع وعاش فنه بين لوحاته وصفحاته وألحانه، لذلك أقول: لمعشر الموهوبين الكثير من الحب يعيشونه بطرقه المختلفة كل يوم، في كل مرة يكتبون أو يرسمون أو يعبرون عنه بطريقة أو بأخرى يذيقون بعضًا منه للمحرومين، إذن نحن لدينا الحب بأكمله لنعيشه، ونحن من الحب فينا، حدوده عقولنا وجلودنا لا يتعداها إلا متى ما شئنا، لا نقع في الحب بل نخطو له بكل وعينا ويقع فينا.

فرق كبير بين أن تحب وأن تتوهم الحب، فشعور وهمي ليوم يُسبب حياة كاملة من الوهم والزيف وعمرًا زائفًا تتلاشى فيه شخصيتك في النحيب على أناس لم يكونوا هنا يومًا، فتكتشف أنك كنت طوال الوقت وحيدًا.


ورغم زيف الحب في واقعنا إلا أنه جميل ولا غنى عنه.. لقد وجد طريقه إلينا ليلهينا عن الواقع، وليصرف النظر عن أحلام مركونة على الرف لن تتحقق طالما أنك تحلم.. الحب مخدر العقول، والجرعة الأولى منه تُسبِّب رغبة لانهائية في المزيد، ولسنوات تظن فيها أنك عاشق، وتظن أن قلبك قد كسر لأن الواقع مؤلم وصادم، لكن احذر أن يسيطر الوهم وتساق كالماشية فارغة الدماغ.. إذا أحببت، فلتفصح عن حبك للعالم، وتذكّر أن الجميع راحلون، فكم من قلب كان حبه أقوى من سحر المجنون ومات معه، لولا جنون قيس وتضحية روميو لما عرفناهما، عسى أن تذكرك الأجيال القادمة واسمك بجانب قيس تحت عنوان «المسحورون».