الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أوجاع شمس.. وإسراء

أوجاع شمس.. وإسراء
«شمس».. طالبة في كلية الفنون التطبيقية، فقدت إحدى ساقيها في حادث أليم، فقررت الهروب من الواقع المؤلم بالعزلة لنسيان ما حدث، حاول أخوها «باسل» أن يخرجها مما هي فيه بعد غياب الملامح والخطوط العريضة لمسار حياتها، فقد كانت الصدمة خارج نطاق احتمالها، فهيْمن عليها الشعور بالعجز ولم تستطع مواجهة تحدياتها الجديدة.

قال لها أخوها:

- ليس لنا في أقدارنا يد، ومهما حاولنا الهروب والانعزال فسيلاحقك الفكر الانهزامي، بل ستزداد الأمور تعقيداً.


قاطعت شمس أخاها بحدّة:


- الكلام سهل، ولن يعيد الأمور كما كانت، ما بداخلي لا يوصف.. إنه شعور بالعجز التام.

علّق باسل:

ـ الصدمات دائماً قاسية في بداياتها، ولكن بالهروب إلى الداخل ومعانقة الذات الحقيقية واحتواء بقايا الأمل ستدركين بوعي حكمة ما حدث، فلا مفر من مواجهة الحقيقة شئنا أم أبينا، لا بد من الاعتراف بالواقع، فالمواجهة الآن أفضل من المكوث في غرفتك.. حتماً سيكون هناك حلاً، فوضي أمرك لله، فمن توكَّل عليه سبحانه وتعالى فهو حسبه، فيلهمك الدعم النفسي، ويخرجك من حالة الضعف إلى صواب التصرف في كل شيء.

ثم ذكَّرها أخوها بصديقتها إسراء التي تعيش في وطن محتل، والتي ألفت الحزن والألم والوجع، فكلما هدأت الأمور تجددت أحداث أخرى قاسية، فهي تعيش بذاكرة تأبى النسيان، ولكنها قادرة على الصمود، فقد جعلكِ الله سبباً من أسباب تعايش إسراء مع أوجاع لا تنتهي بأن يكون لها أهداف تجعلها ترتب فوضى روحها للتعافي من الوجع ولو قليلاً.