الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الحزن ضيف ثقيل

الحزن ضيف ثقيل
الحزن عبارة عن ألم نفْسي، يشبه الأسى والهم واليأس والكآبة، وهو إحساس ينبع من المشاعر الداخلية للإنسان، ويكون مصدره القلب وسببه العقل، بمعنى أن الإنسان يتعرَّض للموقف الحزين فيستقبله بعقله ولا يقبله قلبه فينعكس في صورة مشاعر سلبية داخله الشعور بالحزن في فترة معينة هو جزء من الحياة، يحدث بسبب التعرض لضغوطات وأزمات وأحداث مأساوية مثل فقدان شخص عزيز أو خسارته عن طريق الطلاق أو الهجران، الرسوب في امتحان، فقدان وظيفة أو أزمة مالية، كل هذه الأسباب تؤدي إلى الشعور بالحزن، حيث إن الأشخاص الأصحاء يتأثرون فقط لفترة قصيرة، ثم تتلاشى تدريجياً ويعودون إلى حياتهم الطبيعية.

والحزن أمر عسير علينا تحمله في أكثرية الأوقات، وفيه تكون المشاعر المؤلمة طويلة المدى وشديدة ويصعب التعافي من الشعور بالفقدان والاستمرار في الحياة، لكن له بعض الإيجابيات أيضاً، فقد يكون مصدراً للتميّز ودافعاً للنجاح، ولا يمكن أن يكون هناك حب من دون ألم وحزن، فالحب الحق هو الذي يؤلم ويحزن ويجعل القلب دائم الخفقان. والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظلّ طاهراً وجميلاً وخالداً.

إن هذه الحياة عبارة عن دار ابتلاء وهي مدبرة وفانية، والمؤمن لن يحزن بقدر الشخص الذي لا يحمل أي فكرة عن مفهوم الحياة الحقيقي.


وللحزن أجنحة يطير بها مع مرور الزّمن، والنّفس الحزينة المتألّمة تجد راحةً بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشّعور وتشاركها بالإحساس، مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرضٍ بعيدة عن وطنهما، الحزن سنة من سنن الحياة، يعارضه صوت الأمل بنضوب الدموع وعودة الصفاء، وهو يأتي إلينا كضيف ثقيل، ولا يرحل إلا بعد أن يأخذ منا واجب الضيافة، وفي النهاية تذكر أن كل شيء سيمر مهما كان سواء سعادة أم حزناً، فمهما طال الحزن لكنه سوف يذهب يوماً.