الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

رسائل السَّعادة المخبأة

رسائل السَّعادة المخبأة
ثمة صديق اختارك من بين الجميع ليبوح لك بما في قلبه من مشكلات لا حصر لها، فكُنت أنت ملجأه بعد الله، فخففت من وطأة أحزانه، وجعلته يستشعر السعادة.

وثمّة شخص آخر يعرفك، لكن علاقتك به طفيفة، أتى إليك وأنت في نوبة بكاء وانهيار من الداخل، ليربت على كتفك، ويشعرك بالأمان والطمأنينة.

وثمة شخص ثالث لاحظ غيابك من بين حاضرين كُثر، وباشر بالسؤال عنك ـ مودة ومحبّة ـ فأسهم في جعل حياتك سعيدة. وبعيداً عن هؤلاء جميعهم، ثمة صديق لا يُحادثك إلا في أوقاتك العصيبة، ليس لأنه لا يفكر بك إلا وقت المشكلات، ولكن لأنك تعرف جيداً مدى التزاماته ومشاغله، ورغم ذلك تجده عكازك الوحيد الصلب الذي لا يُكسر.. إنه سندك وقت الصعوبات، ويمد يده لك بالمساعدة دون أن تطلب.


ثمَّة بشر خلقوا ليكونوا رسائل مُخبأة في داخلها أسباب السعادة، وهذا ينتهي بنا إلى القول: لقد وجدت الأزمات لتكشف لنا عن بشر - نحن في حاجة إليهم - يحملون في أعماقهم الراحة والطمأنينة، فيخففون بها علينا صعوبة الحياة ومشاقها.


لم تكن المشكلات يوماً ما مصدر هلاك، بل إذا تمعنا فيها بعمق وصبر فسنجدها عبارة عن رسائل يبعثها الله لنا لنعيد قراءة أحداث حياتنا بفكر وتدبر وتأمل، فنبصر ما كان خافياً أو غائباً عنا ولم نكن نراه من خيرات عظيمة، منحنا الله القدرة على التعامل معها، وهكذا تمتلئ حياتنا بالمفاجآت السارة.

لذلك علينا أن نتذكر جيداً أن السعادة تبحث عمن يستحقها، وعمن يهيئ لها موقعاً في قلبه، فكُن سعيداً بأقدار الله لك بكل ما تحمله من اختبارات وحريصاً على إبقاء روح التفاؤل والأمل في قلبك وقريباً ممن يشعرونك بالبهجة والفرح، ورفيقاً للذي يرى فيك الخير والسعادة.