الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مخاوف.. تُزِيلها المُناجاة

مخاوف.. تُزِيلها المُناجاة
لطالما اعتدت قراءةَ تفاصيل حياة البشر كما تبدو على وجوههم، فمثلاً، ذلك الشاب الذي يستند إلى عربته، وبجانبه رجلان يبدوان كالحارسين له، ويستمر هو في هز قدميه طول الوقت، ربما لديه ما يقلقه أو يشعر بالتوتر من شيء ما.

وهناك على الكرسي المقابل لي تجلس فتاة، تضع يديها على خديها، مغمورة بخيالات تدور في عقلها الآن، وهي تنظر إلى النافذة.

ورجل عجوز جالس، والدموع تنهمر من عينيه، دون محاولة منه إخفاءها لتخفيف بكاء ابنته التي بجواره، فقط يحاول تجميد ما تبقى في عينيه من الدموع حتى لا تواصل صغيرته البكاء.


وهناك جلست امرأة، تشاهد طفلين يلعبان وعيناها لا تفارقانهما، وقد حرمت نعمة الأبناء.


بداخل كل منا أشياء تشغله، فقد ترهقه معضلات كثيرة لا حصر لها من تحديات الحياة.. تأخذ حيِّزاً من تفكيره، لكن تجده في حالة مختلفة من الوعي، لذلك نجد أن كل إنسان لديه أشياء تخصُّه وحده، وليس فرضاً على الآخرين أن يشاركوه تقلباته المزاجية أو مشكلاته أو همومه، فكل منا لديه ما يكفيه من معارك يومية أو ما ينسجه خياله.

لينتبه كل منا لما بداخله، وليبحث عن مكمن الخلل، فقد يكون الخوف أو العجز من الداخل، أو الضغوط في العمل أو مشكلات نفسيّة تحيط به، أو عدم قدرته على التعايش مع البشر، مع أن الاختلاء بالنفس قد يكون من أسباب عدم راحة البال.

أليس الأفضل لنا هو مناجاة الله ليخرجنا من متاهة الحيرة، وليجعلنا ندرك أسباب الراحة الأبدية.