الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

اختفاء

اختفاء
كان اختفاءً مفاجئاً لأحد أهم الأشخاص، الذي يمتلك حساباً يتابعه الملايين، لتبدأ بعد ذلك تكهنات عديدة وروايات متناقضة، ذلك أن معاركه متعددة وخصوماته كثيرة مع الجميع، ما صعّب من مهمة التحقيق الذي أُغلق لعدم كفاية الأدلة كالعادة فى هذه الحوادث الغامضة، خصوصاً مع عدم وجود دليل مادي.

لكنه ترك حالة كبيرة من الجدل، والأغرب أن مذكراته التي تمَّ تسريبها عمداً بيعت بأرقام قياسيَّة، فعندما يزيد الغموض تزيد الاحتمالات، ويلعب الخيال فى الترويج لقصص كثيراً ما تكون خياليّة.

فى هذه القصة القصيرة جدّاً غير الواقعية، يجد الناس الشغف والقبول لتصديق أي معلومة، حتى لو كانت بدون أي سند حقيقي.


الفبركة تزيد القصص إثارة، لأنها تضيف كثيراً من الخيال، وتحرك المشاعر، ويأتي الإنترنت ليزيد انتشار القصة بشكل أوسع، مثل انتشار النار فى الهشيم، حتى إن القصة الحقيقية تصبح وكأنها هي الأكذوبة، ويرفض الجميع تصديقها.. إذنْ، هل أصبحنا نعيش زمن الخديعة باعتباره زمناً افتراضيّاً، نتحرَّك وراء جدار وهمي؟!


عندما تصبح اللعبة بدون قواعد ثابتة سنصل حتماً إلى اعتياد الكذب، وتلفيق الأدلة، ورغم تقنيات التكنولوجيا، والعالم الذي أصبح فى متناول أيدينا، إلا أن البحث عن الحقيقة لا يشغل بال الجميع رغم وضوح الصورة تماماً.

هل التاريخ المكتوب أبقى من التاريخ الإلكتروني الذي يمكن التخلص منه بضغطة واحدة على الشاشة؟. خطورة أيامنا هذه أنها غزيرة في المعلومات الحاضرة، ولكنها سهلة التبخر فى سلة مهملات افتراضيَّة، ولن نستطيع الاحتفاظ بها، حيث تختفي الحقيقة أكثر من أيِّ عهد مضى، عندما لم تكن فيه أيّ وسيلة إلكترونية مثل التي نملكها الآن.