الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

خرج ولم يعد.. ليست هذه المرة

خرج ولم يعد.. ليست هذه المرة
ليزا عياش كاتبة صحفيّة ـ الإمارات

عندما تنجو من موت محتّم وتعود سالماً إلى أحضان منزلك الذي غادرته قبل لحظات من وقوع الفاجعة، فسوف ينتابك شعور غريب.

لم تكن موقناً أنه من الممكن ألّا تعود أدراجك إليه أبداً. توكلت على الله وخرجت لتيسير أمورك اليومية أو للقاء الأحبّة. ولكن قبل أن تهم بالخروج، طرأ أمر ما جعلك تتأخر.. فتفكر لبرهة، لولا التأخير لما حلّت المصيبة، ثم تكتشف أنها كانت سبباً لنيل فرصة جديدة للحياة، إلّا أنك هذه المرة سوف تنظر إليها بمنظور مختلف وبحكمة وإيمان أكثر عمقاً.


تعود إلى المنزل وتنظر حولك، ما زالت آثار شفتيك على أطراف فنجان القهوة الذي شربت منه آخر مرة.. ذبلت نباتاتك أثناء غيابك الذي طال وأنت تتعافى في المشفى، فترويها بماء الحياة راجياً إياها قولاً: «كما أعاد الله لي الحياة أرجوكِ عودي إلي!».


تستلقي بألم على الأريكة التي ما زالت آخذة شكل جلوسك السابق.. تحدّق إلى مصباح السقف، تجده ما زال مشعّاً كما تركته ونوره يبعث بالأمل، وبأيدٍ مرفوعة إلى السماء تشكر اللطيف عزّ وجلّ على سلامتك.. فعلى قدر ما يقدِّر المرء الحياة يستحقها.

خرج ولم يعد!، كم من مرة سمعنا هذه العبارة على لسان الذين أحبّوا من غدر بهم الزمن. في الوقت الذي كانت عقارب الساعة تخطط، كان القدر يضحك. فكم من شخص نجا من الموت بأعجوبة بعدما سقطت لوحة بشكل مفاجئ قرب رأسه كادت تودي بحياته لولا سيره بعيداً عنها بثوانٍ!، وكم من شخص تعرّض لحادث سير مروّع ثم وقف على قدميه سالماً وكأن شيئاً لم يحدث!، وكم من مريض ألمّ به مرض عضال ثم تعافى!

إنها القدرة الإلهية، وما عساي إلا أن أشكر الله عزّ وجلّ على ما وهبني من فرصة للحياة مرة أخرى.

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]