الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

زنزانة الندم..

زنزانة الندم..
عصام كرم الطوخي كاتب ومؤلف - مصر

بكل هدوء انسحبت من حياته الجافة، بعد أن أدركت أنها كانت تعزف بأوتار قلبها أمام تمثال من رخامِ سيمفونية التوافق العاطفي، لكن أجاد زوجها بكل براعة قتل احتياجاتها النفسية والاجتماعية والمشاعر الرومانسية المتأججة بجهله وبخله العاطفي..

انسحبت من حياة رجل لا يستحق أن تستمر معه، فقد تحول كل شيء بداخلها من انسجام بسبب تجاهله لها إلى كتلة من البرود وانخفاض القدرة على الصبر والتحمل، فكرهت تكَبره ونظرته الدونية لها، فقد جعلته ظروفه القاسية وضغوطات الحياة مجرد إنسان خالٍ من مشاعر وأحاسيس.. انعكس ذلك على تعاملاته وقاده وهمه واعتقاده أنه على صواب إلى فشل في التعامل مع إنسانيتها وإجهاض أي فرحة تحتويها.


من شرفتها.. ألقت آخر نظراتها عليه، وانسدلت الستائر بعتم على نوافذ قلبها. فأدركت بعد الطلاق أن القصة لم تنتهِ بداخلها بعد! بدأت تنشغل بمتابعة أخباره عن كثب ومعرفة تطوراته وتتمنى رؤية أي خبر محزن يشفي غليلها عبر مواقع التواصل، وعندما علم هو بذلك بدأ يمارس اللعب على جرحها وحسرة قلبها.


لم تدرك أنها خرجت من متاهات الحزن والإحباط واليأس معه إلى زنزانة الندم المليئة بالذكريات المؤلمة بجروح يصعب علاجها، فانعزلت وكبتت مشاعرها بداخلها، ما أدى عواقب خطيرة وإلى ثورة بركان يحرق قلبها، فلا أحد يستوعب ما مرت به مع أنها كانت صاحبة القرار في الموافقة عليه في البداية وراهنت عليه باختياره فارس أحلامها، ولم تكن تتوقع إدراك النهاية لهذا الحب المتعمق، وما زاد من جروحها أنها أيضاً صاحبة القرار في الانفصال.

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]