السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

النسيان.. الدهر والأيام

النسيان.. الدهر والأيام

شيماء شايب كاتبة وشاعرة - الجزائر

دعوات النسيان التي تلاحقنا في كل مكان بخطاب مستسهِل، وكأن النسيان لا يحمل همّاً ولا ذاكرة، وكأنّه بركان خامد لا يثور، نراه سلة مهملات نرمي فيه كلّ ما لا يليق بنا، أوليس النّسيان حصة من ذكرياتنا، أوليس محطة من محطات الماضي الجميل.. كانت لنا فيه ذكرى حلوة.

قد يكون النسيان ذكرى لا تنسى على مر الدهر والزمان، لأننا نحن من نلجأ إليه حينما نثمل من أوجاعنا، نحن من نذهب إليه مثقلين بمتاعب الدنيا، حاملين له كل انكساراتنا وخيبتنا، وآمالنا وأحلامنا.

يقال للفرد: ألا تنسى!، وكأن هذا الرجل كومة من الحجر يتحمل مصاعب الدنيا بكل قسوتها، وكأن هذا الرجل مبرمج فكراً وعاطفة مع كل الظروف المحيطة به سواء كان حزناً أو فرحاً.

في كل يوم يعود الليل ليوقظ كل ذكرى دفينة فينا ليحدث ضجيجاً داخل وجداننا ويفتح خبايا الصندوق الأسود.. يجعلنا نتصفح أروقة آلامه رواقاً رواقاً، ذكرى ذكرى وصورة صورة، نتجرع مرارة الألم للمرة الألف ولا ننسى.

النسيان هو جزء راسخ فينا، نعود إليه تارة لنفتش عن أحلامنا البريئة، التي كنا نغفو عنها متعبين، نستأنس بها حينما تخذلنا الحياة والرفاق والخلان، وتارة يسحبنا الليل إليه بكل عنفوان في لحظة ضعف ويأس.. نحتويه بكل حب وهدوء ونتمنى لو كان لنا نصيب من ذلك الزمن الجميل لأننا ببساطة لا ننسى، نحن نضع تفاصيل ذكرياتنا في درج مخفي.

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]