الاثنين - 17 فبراير 2025
الاثنين - 17 فبراير 2025

في ظلال التاريخ

كل حالات الاعتداء على الآثار سواء بالهدم أو السرقة أو التزوير هي اعتداء على التاريخ لمحو الهوية التاريخية ومحو الحقائق. ظهر ذلك بشكل متكرر على مدار التاريخ مثل ما حدث في العراق وقت الغزو الأمريكي. وهو أيضاً ما استمر في العراق وسوريا حتى الآن بعد حالة من الفوضى وعدم الاتزان السياسي عقب موجة من الثورات استغلها أيضاً تنظيم داعش الوحشي ليكمل هذا المخطط لتدمير الهوية وإسقاط التاريخ في بئر عميقة فتموت معه الحقيقة .. حيث تنكشف سطحية وضآلة هؤلاء المتآمرين أمام هذا التاريخ العميق والحضارات القديمة. ومن أهداف الإرهاب نفسه بخلاف عدائه الواضح للإنسانية والحياة بصفة عامة يظهر هدفه الرئيس في محو التاريخ .. فعمل على تدمير الآثار وسرقة المخطوطات القديمة. في الحقيقة، يتعرض التاريخ لحرب شرسة غير مسبوقة .. فتزوير التاريخ والإرهاب وجهان لعملة واحدة، لأنك إذا أردت أن تدمر مستقبل دولة ما فعليك أن تدمر تاريخها أولاً .. لذلك الحفاظ على التاريخ من أهم أهداف بناء المستقبل. ومن أشكال الحرب على التاريخ اندثار الثقافة وإهمال القراءة والمعرفة، فمن لا يقرأ التاريخ جيداً يسهم بشكل غير مباشر في محو الهوية التاريخية للوطن .. فمن ليس له تاريخ ليس له مستقبل.