2018-05-05
أثار موضوع الفوركس الذي نشرته «الرؤية» بتاريخ 29 أبريل 2018 الكثير من الاهتمام لدى قراء الصحيفة، ووجدت أنه لا بد من التعقيب على هذا الموضوع الحساس والخطير، ومن خلال خبرتي في هذا المجال عبر إضافة بعض المحاذير والضوابط القانونية للراغبين في التعامل بنظام الفوركس. بداية لا أنصح أي مستثمر في الدخول في هذا النوع من الاستثمار نظراً لمخاطره العالية، وخصوصاً لذوي الدخل الضعيف والمتوسط، ومن أجل إيضاح الأسباب فإن حركة العملات صعوداً وهبوطاً في الغالب تمسح الأرصدة الصغيرة والمتوسطة وأنصح أيضاً بعدم تصديق الدعاية المكثفة التي تقوم بها شركات الفوركس، وتدلل على نجاح بعض الأفراد، ولكنها تخفي خسائر الآلاف من المستثمرين لمدخراتهم. الاستثمارات الضخمة في مجال الفوركس هي التي تعوض الخسائر لأنه في الحالة التي تكون فيها حركة العملة بعكس اتجاه وضع المستثمر فإن الخسائر تأخذ مداها في الصعود أو الهبوط .. وكذلك تأخذ وقتها، فإذا اتخذت المسار المعاكس يستفيد منها المستثمر، ويدخل مرحلة الأرباح بينما لا يستطيع المستثمر الصغير والمتوسط الصمود أمام حركة العملة إذا لم تكن في مصلحته. ولكن لو أن أحداً من المستثمرين أصر على الاستثمار في الفوركس، فما الضمانات التي يجب أن يحتاط فيها حتى لا يجد نفسه قد وقع في شرك بعض الشركات الوهمية التي قد تكلفه خسارة كل مدخراته. إن أول شيء يجب أن يحرص عليه هو التأكد أن هذه الشركة مرخصة في الدولة التي يعيش فيها ولها عنوان معروف، ومن حقه أن يتحرى عن حقيقة وضعها القانوني في الدولة، أما الشركات التي تدعي أنها مسجلة خارج الدولة فإن أغلبها شركات نصب واحتيال، والسبب في هذا الأمر أنه إذا حدثت أي مخالفة من الشركة فإن المستثمر يستطيع مقاضاتها في محاكم الدولة التي يعيش فيها بعكس لو كانت في دولة أخرى فإن هذا الأمر في غاية الصعوبة، وخسارته للقضية مؤكدة، وقد تورط كثير من المستثمرين في هذا النوع من الشركات في الخارج التي رفضت إعادة ما تبقى له من الرصيد ولم يستطع أن يدافع عن نفسه ولا يسترد أمواله، لذلك يجب الحرص على أن تكون هذه الشركة مسجلة في الدولة. أيضاً يجب التحري عن مصداقية هذه الشركة لأن طريقة عملها تتطلب توقيع المستثمر على عقود إخلاء مسؤوليتها إذا حدثت خسارة للمستثمر، حتى لو كانت السبب المباشر في الخسارة نتيجة استشارة مالية اتخذ المستثمر بسببها قرار الاستثمار، وأدت إلى خسارته، لذلك لا بد من معرفة مصداقية هذه الشركة وحرصها على خدمة عملائها وعدم توريطهم في عمليات تؤدي إلى خسارتهم. وللعلم فإن الشركة تحقق أرباحها من دخول وخروج المستثمر، فعندما يسجل حركة الاستثمار تأخذ الشركة عمولتها، ولهذا فإن الشركة حريصة على أن يتحرك المستثمر في الدخول والخروج حتى تستفيد، ولا يهمها إن كانت هذا العمليات مربحة أو خاسرة، ولكنني أكرر نصيحتي بعدم التورط في عمليات الفوركس لأنها تودي إلى خسائر ولا يربح فيها إلا أصحاب الأموال الكبيرة.