2018-05-05
العالم الغربي مرّ بتجربة مريرة عندما كانت الكنيسة تحكمه وخاضت تلك الشعوب حروباً واقتتالاً باسم الدين، وتكونت طبقة رجال الدين هناك، والتي حاربت التقدم الاجتماعي والعلمي وأعدمت الفلاسفة والعلماء. فهل نحن مجبرون أن نعيش التجربة المريرة نفسها وندفع ثمنها من دماء شعوبنا؟ يبدو أن المشهد الحالي ينبئ ببعض ذلك، فالإسلام يحرم قتل النفس ويعظمها، ولكن نجد تلك التيارات وبعض الأحزاب الإسلامية تشرعن للقتل منطلقة من فتاوى لرجالات دين يطلقونها كل يوم. ونجد بعض الشباب من المغرر بهم ينفذونها بحرفية للانتقال إلى الجنة والظفر بالحور العين .. لذلك أسست الكثير من الأحزاب الإسلامية مليشيات لها من أجل فرض نفسها في الساحة المحلية التي ولدت فيها .. ومن ثم فرض وجودها على الساحة العربية. المليشيات والعصابات المسلحة هي أداة غير شرعية تستخدمها الدول الأخرى أو الأحزاب أو بعض الدول داخل ذاتها لفرض السيطرة. ولقد ظهر مصطلح المليشيات في الأدبيات السياسية بشكل صريح مقترناً بالأنظمة الاستبدادية، وهو ما اقترن بحكومة - فيشي - الفرنسية أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو التنظيم السياسي والعسكري المرعب الذي أنشئ في الأربعينات بالتعاون مع الغستابو الألماني لاصطياد مناضلي المقاومة الفرنسية، سواء بقتلهم أو تسليمهم إلى المحتل. وقد تميزت تلكم المليشيات بارتدائها لوناً خاصاً .. وسميت وقتها بمليشيات الرداء الأسود .. وما أكثر المليشيات المسلحة ذات التوجهات الدينية في بلد ينخره الفساد والثقافات الهابطة .. ويعيش معظم أبناء شعبه على الكفاف والمساعدات الدولية.