الخميس - 16 يناير 2025
الخميس - 16 يناير 2025

الكتابة بين الأصالة والمعاصرة

الإبداع في شيء ما هبة من الله ومنحة ربانية يتميز بها البعض عن الآخرين، والشاعرية التي يتقن التعبير عنها بعض الشعراء والكتاب في نصوصهم وأشعارهم قد يفقدها الكثيرون الذين يدعون أنهم كتاب لمقالات وجداريات في عتمة الإعلام وضبابية الثقافة التي تسلط الضوء على أشخاص قد لا يستحقون الحديث عنهم. والإلهام أيضاً هبة ربانية تقودنا لاستخدام المهارات الكتابة الأدبية. كنا سابقاً ننسخ الدروس والنصوص على الأوراق وتتعرض للتلف والضياع بعكس العصر الجاري في ظل اختراع الحاسوب وإتقان مهارات استخدامه وتطور التقنيات الحديثة، وأصبح القلم مركوناً جانباً ويستخدم فقط لتوقيع الشيكات والاتفاقيات وعقود الزواج وغيرها، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي والروابط الإلكترونية الأكثر إقبالاً من القراء والمتابعين بعد أن سادت تنافسية النشر باعتماد البعض على مهارات النسخ واللصق بما يعرف أحياناً بالسرقات الأدبية والإبداعات في الفنون الكتابية المسلوبة والمنسوبة لغير أصحابها، حيث يتابعهم المتلقي بشغف عبر مدونات ومواقع إخبارية أو إبداعية أو مواقع التواصل الاجتماعي بدون تذوق لمهنية تدوينها وبثها في مقالات وكتابات وحكايات وقصائد نثرية. وفي الأغلب يتعمد بعض الكتّاب التوضيح فيصبون آراءهم كسيل هادر من دون تحكم في أبجديات الكتابة الأدبية، ومن دون أن يعرفوا عواقبها عليهم من ذوي البطش وبعض الشخصيات التي لا يعجبها ما يبثون من أفكار وإيماءات حول مختلف الأمور المتعلقة بما يجري حولهم من خلالها، لتشفي غليلهم من شيء ما يثير حفيظتهم. تبقى الكتابة وحدها وأسلوب الكاتب صاحبة الكلمة ذات التأثير الكبير في الآخر، والقرار يعود للمتلقي ومدى تذوقه لها حين يكون فيها التعبير موضحاً أو مكمم الفاه بالتلميح لقراءة ما بين السطور، وقد تعبر عنا أو عن أمورنا الشخصية أو العامة وما يجري حولنا وما يحدث معنا .. وحدها التي تنسكب على ورق أبيض فارغ لنملأه بحبر أسود أو أحمر أو أخضر يعكس ذواتنا وما يحل بنا، إضافة إلى أنها صورة معبرة تعكس ما نشاهده، وما نلتمسه من تقصير أو تعزيز أو إنجاز، هي وحدها أداة التعبير التي بها نفسر ونوضح ونبيّن وننفي ونلفت الانتباه لشيء ما قد يكون سبباً في تغيير واقع معين. من خلال الكتابة والتعبير نتواصل مع الآخر عبر الوسائط المتعددة، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلالها ننشر إبداعاتنا ليطلع عليها القاصي والداني ممن حولنا، ونبث للقارئ الذي يهتم بالكتب والورق الناصع البياض ما يجب أن نمليه بحرفية وعلم واطلاع ومعرفة تخدم الجميع من خلالها بطرح أفكار وسرد حكايات وقصص وروايات وغيرها مما يجول في خاطرنا، ويداعب مشاعرنا ويحرك وجداننا. هي الكتابة وحدها صاحبة القرار التي تجعل القلم ينطق بالحب أو عكس ذلك لا قدر الله، وحدها توثق العلاقات وتبددها وبعضها قد ينطق بالحقد والكراهية لا قدر الله، هي الكتابة التي تربطنا بوطننا وبمن نحب فيه لنفخر بمنجزاتنا وما يتحقق لنا في كنفه برعاية أولي الأمر منا كي نحظى بالسعادة والفرح الذي نطمح إليه.