2018-05-06
«فرق تسد»!! مثل شهير يعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض، ما يسهل التعامل معها، وتجري عادة من خلال إثارة الفتن الطائفية أو التحريض على العنصرية والانتقام وكذلك من خلال إشعال الحروب الداخلية والخارجية لإنهاك الأطراف. وشواهد هذه الطريقة التاريخية كثيرة وبعضها ماثل أمامنا ونعايش أحداثها.
لقد كان العرب بحال أفضل بكثير من الواقع السيئ الحالي في مقابلة محتل فلسطين، وكان لهم جامع يجمعهم ببوصلة واحدة هي فلسطين، قضيتهم المركزية، وعدو واحد هو محتلها، حتى أُحدِثتْ غزة فصاروا بسببها أمام محتلين ومحتالين جدد.
إضافة إلى محتل فلسطين الأول، هناك محتل لقضية فلسطين باسم القدس، وهناك محتل لقضية فلسطين باسم غزة .. وهؤلاء المحتالون الجدد ما كانوا يستطيعون النمو والتغلغل في قضية فلسطين العربية لولا تعاون حزب الإخوان معهم والعمل مجتمعين على عرقلة أي حلول عربية ممكنة، وكذلك تضييع كل الجهود العربية الشاقة في دهاليز وخنادق الأطراف غير العربية التي استغلت وجود حماس الشاذة التي مكنتها من تبني غزة والقدس لمصالحها الخاصة على حساب العرب وفلسطين، مقابل تبنيها ودعمها لحماس الإخوان وغزة لا فلسطين.
أن تخلق حماس كل يوم بشكل واتجاه جديد من التبعية والانعزالية والمعارضة الانتهازية والمقاومة الأنانية بجسد فلسطين لن يبرئها من سببية استمرار كذبة القرن (غزة) وتأمين حدود محتل فلسطين.
فحماس لن تحل قضية فلسطين وهي شعارها غزة، ومحال أن تعين فلسطين وهي تمجد ملالي إيران، وضرب من الخيال استعانتها بحلفاء الملالي والمطبعين مع محتل فلسطين.
وكارثة أنها تشكر تنظيم الحمدين الإرهابي في قطر .. فحقيقة علاقتهم مع إسرائيل موجودة بطريقة أو أخرى. حتى إن كل متابع للأحداث يجد أن حماس غزة صارت الوجه الآخر لهؤلاء المحتالين الجدد والمحتل.
وأخيراً: ماذا قدمت غزة وحماس والإخوان لفلسطين والعرب والمسلمين في فلسطين غير تطبيق «فرّق تسد» عليها، وبدعم رعاتها نيابة عن محتل فلسطين بوصفهم قوة ناعمة تدعم احتلاله لفلسطين؟