2018-05-08
بعد أن عدنا من صلاة الجمعة وأخذ كل منا مكانه في انتظار برنامج خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي سألت والدي عن سمات الداعية بين النظرية والتطبيق، فنظر في ساعته وكأنه يمنح نفسه وقتاً للإجابة قبل بث البرنامج، وقال إن مهنة الداعية تعتبر من أنبل المهن لأنها تشكل العقول وتغير مسار الأفكار، ولذلك فعلى الداعية الذي يضطلع بتنوير البشر أن يهتم بالإلمام الكامل بالكتاب والسنة، ولا يتنافى عمله مع دعوته، ويكون على دراية كافية بالإسناد، كما أن على الداعية أن يكون متواضعاً دمث الخلق حتى يلتف الناس من حوله ويقدروه ويقتنعوا به وبأقواله، فضلاً عن معرفته العميقة بالدور الذي يؤديه، وفي الوقت نفسه لا ينصب نفسه مهيمناً أو متحدثاً باسم الدين أو يخيل له أنه المسؤول عن الدين، لأن مهمته هي التبليغ والتفسير بأسلوب سلس وبلغة بسيطة تفهمها عامة الناس. وقال عن الخطاب الديني إنه يختلف من مكان إلى آخر حسب متطلبات الفترة، مع أن الرسالة واحدة لكن التشريعات تحتاج إلى تنوير أكثر مع تخفيف لغة التواصل مع المجتمع، خصوصاً اللغة العربية التي صارت صعبة جداً حتى على بعض الناطقين بها، ومنها لا بد أن تكون أداة التواصل قريبة إلى حد ما من أبناء هذا الجيل وأن نركز على التوحيد والترغيب، كما أن الخطاب لا بد أن يمس وجدان البشرية لأن الدين جاء يخاطب النفس ويلمس الإحساس ويخاطب العقل والمنطق، لذا فيجب أن يكون الخطاب مواكباً للأحداث التي يمر بها العالم من تغيرات. كما أن على الداعية أن يبين للجمهور دساتير دينهم ويقرب بين هذا وذاك بصورة طيبة بعيدة عن التعصب لرأي دون آخر وبلا سند، فالدول الإسلامية تعمل بالشرع فيما يخص الأحوال الشخصية وتنفذ الشريعة بكل ما فيها من أسانيد من الكتاب والسنة. وأضاف «على الداعية أن يحترم علمه وما وصل إليه من معرفة ولا يبخل بأي معلومة عن الناس، فالداعية الحقيقي هو من يفعل ما يؤمن به، فلا يقول ما لا يفعل، ولا يغتر بنفسه وعلمه، وأنه أعلى في المقام من غيره من عامة الناس، فلا يدري أحد أين منزلته بالضبط، لأن الداعية ما هو إلا مبلغ لا سلطان له على أحد، ولا يمكن أن يحكم على إنسان بالصلاح أو غير ذلك، كما أنصح الدعاة بالالتزام وأن يكونوا قدوة حسنة في المجتمع».