2018-05-08
يمثل يوم السادس من مايو عام 1976 نقطة تحول تاريخية في مسيرة دولة الإمارات، فقد شهد هذا اليوم العظيم قراراً تاريخياً حكيماً نابعاً من نظرة ثاقبة وفكر مستنير، سابق لزمانه، تمثل في توحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة
واحدة، بما يحقق آمال شعبنا، في الحفاظ على أرض الوطن والذود عنه وحماية إنجازات ومكتسبات دولة الاتحاد.
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن تلاقت إرادة الباني والمؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات في بناء قوة عسكرية عصرية متطورة يفخر بها الجميع، تنشر الأمن والأمان في ربوع الوطن وتعزز استقراره، تسالم من يسالمها وتعادي من يعاديها، ويروي جنودها البواسل بدمائهم تراب الوطن.
لقد تمكنت قواتنا المسلحة عبر 42 عاماً وبفضل التخطيط السليم الذي جرى على أسس علمية عالية الجودة من التعامل مع أحدث التقنيات في مجال العتاد والسلاح، إلى جانب البرامج الأكاديمية والتدريبية والتأهيلية، ولم تكتف بذلك، بل أصبحت أحد رواد صناعة الأسلحة بمختلف تقسيماتها وأنواعها، لتثبت للجميع أنها من أكثر الجيوش تطوراً على مستوى العالم.
تلعب القوات المسلحة الإماراتية دوراً بارزاً ومهماً في مجال المساعدات الإنسانية والعمل على نشر الاستقرار في الكثير من مناطق العالم وفق القوانين الدولية باعتبارها عضواً فعالاً في الأمم المتحدة يهدف إلى تطور الإنسانية مع الدول الصديقة والمحبة للسلام، ومن أمثلة هذه المشاركات المميزة الحضور الفعّال في تحرير دولة الكويت ودورها المميز في البوسنة والهرسك وكوسوفو والعمليات الإغاثية في باكستان وإعادة الأمل والإعمار في الصومال والعراق، وإزالة الألغام من الأراضي اللبنانية، وإعادة الشرعية في اليمن من خلال التحالف العربي التي تقوده المملكة العربية السعودية، وستبقى أرواح شهدائنا الأبطال مصدر فخر واعتزاز، وأسماؤهم منقوشة في لوحة الكرامة وقصص تضحياتهم تُدرس للأجيال المقبلة.
إن منتسبي القوات المسلحة قد نذروا أنفسهم وأرواحهم ودماءهم لحماية وطنهم ومنجزاته، لا يدخرون جهداً من أجل بذل الغالي والنفيس والسهر على حمايته ليشعر كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات بالراحة والأمان، وليستمر البناء والعطاء وليتحقق للشعب الإماراتي ما أرادته قيادته، فلهم منا كل تحية وتقدير.