2018-05-14
عاشت الشعوب العربية كغيرها من الشعوب، هناك من الشعوب العربية من يعيشون تحت جو الاستبداد والقهر، ومنهم من يتمتعون بالحرية ورغد العيش.
ولكن المواطن العربي في الأغلب يختلف عن غيره، لأنه عادة يلقي اللوم كثيراً على غيره، وينسى أن الكل مسؤول، من الأعلى إلى الأدنى.
وما سمي بالربيع العربي إنما جاء بعد موجات من الفقر والظلم في الوطن العربي تحسباً لإيجاد سبل للخروج من المآسي المتراكمة على الوطن العربي.
هناك الكثير من الدراسات والكتب توضح أن ما يدور في البلاد العربية مخططات غربية، تجري وفق استراتيجيات هدم للكيان العربي والإسلامي، والعرب أدوات تنفيذية، وما كل تلك الثورات إلا العرض المسرحي لتلك المخططات.
فلو كان المواطن العربي صاحب تفكير، يحاسب نفسه قبل محاسبة غيره، لما جرته المغريات إلى استحداث ثورة مردها تخريب الشعوب العربية وتدميرها.
الكل يرى الحال المؤسف التي وصلت إليها دول الخريف أو الصيف العربي - إن صحت التسمية - لأنها أبعد ما تكون عن الربيع، ففيها دمار وهلاك وخراب بل تدمير للدول وليس المدن فقط، وأفرزت قتلى بالآلاف ومشردين بالملايين، وخسارات اقتصادية بالمليارات، وخطوات للخلف في زمن سباق التقنية والمعلوماتية.
الشعوب العربية تعاني من جرثومة الربيع العربي .. فسوريا المدمرة تضع نفسها في المقدمة، بعدما وصلت الأمور إلى أقصى درجات الدمار البشري والمادي، فكم قتلوا؟ وكم شردوا؟ وكم دور هدمت؟ تخريب لا مثيل له .. وحسب الإحصاءات للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تجاوز عدد القتلى نصف المليون نسمة، ناهيك عن ملايين المشردين، ويأتيك من يقول الربيع العربي، أي ربيع؟ بل هو صيف قاحل أسود مظلم لا يبقي ولا يذر، سبحان القائل (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
فمن المستفيد؟ ومع من المكسب؟ .. لقد تسبب هذا الربيع العربي بتعميق الخلافات الدينية والمذهبية والفكرية في أغلب الدول العربية، خصوصاً تلك الدول التي عُرف عنها التسامح في المعتقدات.