2018-05-17
ترتكز العمليات الإدارية الروتينية على خبرات واسعة مطردة تتنوع وتتفرع في المهام الموكل إليها والمتعارف عليها. وفي خضم الترتيبات والعمليات المتغيرة في الإدارات ومواقع العمل على اختلاف مجملها وتوابعها، تظهر(عملية إناطة التخويل) في إدارة ما مهامها القيام والشروع بالوظيفة المخولة على أكمل وجه وأتم واجهة.
الموافقة على التخويل لا بد من أن يتسم بدراية وكفاءة وانسجام تام وشفافية في ماهية العمل الذي يوكل في إنجازه، والسير في نظمه طبقاً للمسؤولية والإدارة المعنية والأحكام الرسمية في المؤسسة والمنشأة، إذ أن تجاوز إحدى الصلاحيات في هذا المساق، بناء على سلطة ذاتية تعسفية .. يظهر الدور المناط انفعالياً وانفرادياً يحكمه الهوى الجامح اللاعقلاني، بحيث تتأتى المنهجية بما لا يتوافق مع مفوضية الإدارة ومواقع العمل وشؤون إدارة الموظفين، وبعيداً عن سياسة التوظيف في الأداء الأخلاقي الواجب والمتعارف عليه في شتى الإدارات الناجحة التي ترتقي في تحفيز المؤهلين والموظفين الذين لهم باع طويل (خبرة دراية، دراسة جهد، تفاعل، وانصهار في بوتقة العمل الجاد الهادف) مستلهمين الرأي الجماعي الذي يتسم في مصداقية خلاقة تفي بالغرض.
وتتضح معالم تلك العملية في حسن تسيير الأعمال التي تتأتى تباعاً، وتظهر مدى حجم المسؤولية التي ينبغى أن يتحلى ويتحملها المُخول إليه والمخول منه، لكون القرار صنع وتخللته دراسة وتحليل وتمحيص أهلت لتلك العملية الولوج في مبادرة وظيفية جدية، بحيث يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
هنا لا بد من أن تظهر الشمس للعيان واضحة جلية في تبيان محورية الخبرة .. الخبرة بمفهومها العام والخاص تتماهى بملكة التمرس الميداني العملي في مجال التخصص والدراسة.
وهذا النطاق ضروري لا مندوحة عنه، وإذا ما تسلم ذاك المسؤول تخويلاً وإناطة سريعة من دون النظر لعواقبها لا يكتب لها النجاح والاستمرارية .. لماذا؟ كون الاحتكاك والانفعال الميداني الجاد له جذوره وتبعاته ممهوراً في إنجاز حقيقي سواء أكان يحمل بين طياته سلباً أو إيجاباً .. إذ إن التجارب والتعليم وإخضاع المسؤول لدورات تدريبية منسقة تامة تستمر إلى ستة أشهر أو سنة، لها سِمة فضلى تفي في تسيير الأعمال برمتها في انسيابية من دون عوائق وعراقيل تؤهله للقيام بواجباته الوظيفة في تحفز وتكامل وعقلانية ترتقى بالإدارة في أقسامها وفروعها كافة.