الجمعة - 07 فبراير 2025
الجمعة - 07 فبراير 2025

على خطى زايد في الحب والإيثار

الإنسان بفطرته يحب الخير وقد خلق للخير، ويمكن أن يقدم غيره على نفسه، وهنا تجد صور الإيثار وتجلياته بكل معانيه الجميلة وألوانه الزاهية البهية، ولكن البعض من الممكن أن يتغير حسب المتغيرات في حياته، فيصبح قاسياً لا يطيق أحداً، ويحب نفسه دون أن يراعي مشاعر الآخرين. وهنا يطلق على هؤلاء بأنهم أنانيون يحبون أنفسهم ولا يبالون حتى ولو رأى الآخرين يتعرضون للأذى فهذا لا يعنيه.. وإذا رأيت من يكون جافاً مع أقرب الناس فانظر إلى علاقته بربه سبحانه وتعالى، وإذا رأيت أن علاقته ليست على ما يرام فهنا سترى منه أموراً لا يفعلها مؤمن يعرف ربه. فهنا مر طيف الوالد القائد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فتمعنت إلى شخصيته رحمه الله، فأدركت لماذا يحبه أهل الأرض، أدركت بأن هذا لن يأتي من فراغ، بل جاء من خلال علاقته بربه سبحانه وتعالى، ثم بوالديه ولا سيما والدته رحمها الله تعالى التي قامت بتربية القائد المؤسس على القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعاداته العربية والإسلامية وقراءاته في الأدب العربي، وأيضاً لإحساسه المرهف في الشعر. هذه التجليات رأيناها في القائد المؤسس طيب الله ثراه فقد كان الإيثار صفة فيه، وكان يحب أن يعم الخير على الأرض وأهل الأرض دون النظر إلى أعراقهم أو أجناسهم، بل كان يهب لنجدة أخيه الإنسان أينما كان وكيفما كان، مما جعله محبوباً لدى الجميع، لما كان يقوم به من أعمال إنسانية. وما زالت هذه الأعمال مستمرة حتى يومنا هذا تحت مسميات مختلفة، ليس أعماله فقط بل حتى أقواله لها صدى واسع على مسامعنا، وكأنه يتحدث إلينا ويقول لنا أبنائي كونوا على العهد ولا يغير عليكم المتغيرات، فنحن وجدنا للسلام والخير والأمان لنا ولغيرنا، فكونوا صمام الأمان للوطن ولكل البشر. وكأنه يقول رحلت عنكم ولكن تمسكوا بكتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا تدعوا الشيطان يؤثر فيكم واجعلوا كلمة الله هي العليا وكلمة الشيطان هي السفلى، واستمر كما قال الشيخ محمد بن زايد «البيت متوحد» لا يستطيع أن ينال منه شرذمة خارجة عن جادة الصواب. رحم الله القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. وسنتذكره كل عام وكل ساعة، وسنمضي على وصاياه ما دام القلب ينبض بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم حب قادتنا والوطن وأخيار الأمة والإنسان أينما كان.