2018-06-05
تحت شعار «التغلب على التلوث البلاستيكي» تحتضن الهند في الخامس من يونيو لهذا العام احتفالات يوم البيئة العالمي استمراراً للتقليد السنوي الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أواخر العام 1973، حيث جرى إقرار يوم الخامس من يونيو يوماً للبيئة، وبدأ الاحتفال به عام 1974، وتطور هذا الاحتفال حتى أصبح منصة عالمية تناقش في كل عام مشكلة بيئية كالاحتباس الحراري أو التلوث البحري أو الاستهلاك المستدام وغيرها من المشاكل.
وقد جرى اختيار مشكلة التلوث البلاستيكي لتكون هي القضية المراد مناقشتها وإيجاد الحلول لها لهذا العام نظراً للأثر الكبير للتلوث البلاستيكي في البيئة .. ويكفي أن نعلم أن ما يزيد على 13 مليون طن من البلاستيك يُرمى سنوياً في المحيطات حتى نستشعر حجم هذا الأثر. وهذا الرقم الكبير قابل للزيادة في الأعوام المقبلة ما لم يجرِ تدارك هذه المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها، ولا سيما أن إنتاج العالم من البلاستيك خلال العقد الماضي يفوق ما جرى إنتاجه خلال القرن الماضي بأكمله، وأن نصف هذا البلاستيك من النوع الذي يستخدم لمرة واحدة كأكياس البلاستيك غير القابلة للاستخدام مرة أخرى، والتي يُنتج منها سنوياً ما يقارب خمسة تريليونات كيس أو قوارير مياه الشرب البلاستيكية والتي يجري إنتاج ما يزيد على مليون قارورة منها سنوياً.
والمؤسف أن هذه الكمية الهائلة من البلاستيك ينتهي بها الحال إما في المحيطات لتسهم في التلوث البحري والقضاء على الحياة البحرية، أو يجري حرقها لتسهم في مشكلة الاحتباس الحراري والتلوث الهوائي، كما تتسبب في مشاكل اقتصادية حيث إن تكلفة إحراقها أعلى من تكلفة تدويرها، أو يجري رميها لتسهم في مشكلة التلوث البصري والبيئي وتدمير الغطاء النباتي والثروة الحيوانية وإلحاق الضرر بالبنى التحتية للمدن والقرى وغيرها من الأضرار.
لذلك ينبغي على الحكومات والمجتمعات والمصانع والأفراد التعاون من أجل إيجاد الحلول لهذه المشكلة كالبحث عن البدائل التي تسهم في تقليل إنتاج البلاستيك وتحسين عملية تدويره، وليكن شعارنا في يوم البيئة العالمي للتغلب على التلوث البلاستيكي «إذا لم تستطع إعادة استخدامه، فارفض استخدامه».