السبت - 15 فبراير 2025
السبت - 15 فبراير 2025

عقدة العمر عند البعض

هل تشعر أو تشعرين بهذه العقدة؟ هل حاول أحدهم بأن يستفز بك هذه العقدة فيقول بأنك وصلت لهذا العمر؟ وكأنك لا تعرف عمرك، لن أقول لكم العمر هو عمر القلب والداخل .. ولكن سأقول لكم إن سن الأربعين هو سن النضج والاتزان والحكمة، وهو سن مميز في عمر الإنسان إذ إنه الوحيد الذي ذكره الله في كتابه وجعله سناً لبلوغ العقل تمامه ورشده، فقال تعالى «حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي، وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي، إني تبت إليك وإني من المسلمين». ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية الكريمة «ابن الأربعين لا يتغير غالباً عما يكون عليه، وفي الأربعين يتناهى العقل، ويكمل الفهم والحلم، وتقوى الحجة» .. وليس أدل على ذلك من أن الأنبياء بعثوا إلى أقوامهم بالرسالة بعد بلوغهم الأربعين. وللمرأة أقول اتركي عداد الأيام والسنين، واعرفي أن كل يوم هو نعمة وكل يوم هو خبرة وتجارب .. نحن الْيَوْمَ مزيج من تراكم الخبرات والتعاملات والتجارب .. نحن الْيَوْمَ أقوى .. أصبحنا لا نتأثر بكل كلمة وكل فعل أصبح لدينا مناعة ذاتية ضد الصدمات، وفناً للتعامل مع الناس، ورقة وعطف مع أطفالنا .. من الْيَوْم سيدتي الجميلة اعتني بنفسك، وأعطيها حقها وقيمتها. لنفسك عليك حق .. اعتني بأسرتك .. اعتني بكل قلب يحبك .. قدري صداقتك التي استمرت معك سنيناً .. عبري عن مشاعرك .. لا تهتمي عزيزتي لخط خطه الزمن حول عينيك أو على جبينك أو شعرة شائبة ظهرت أم شعرات .. أنت جميلة كيفما كنت، المهم أن تكوني راضية عن نفسك، واعرفي أن خطوطاً كثيرة سترسم وخطوط عرض وطول ومنحنيات، ولكن كل خط يحكي حكاية وكل منحنى يحكي رواية، واحمدي الله كثيراً أنه منحك العمر الذهبي، منحك الفرصة لتكوني أفضل، ومنحك الاتزان والحكمة.