الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

صناعة الفخار في دولة الإمارات

تعد صناعة الفخار في دولة الإمارات من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان وارتبطت بوجوده منذ الأمد البعيد، وهو من أقدم الاختراعات البشرية التي توصل إليها إنسان العصور القديمة وتفننت بها أيادي الآباء والأجداد، ونحتتها برونق الجمال، وما زالت من المنتجات الأساسية والأكثر إقبالاً إلى يومنا هذا، وهي اليوم حرفة وتراث شعبي يعبر عن الأصالة والتاريخ المرتبط بحضارة الدولة. ويستخدم في صناعة الفخار طين خاص يعرف باسم (طين الأحرش) و(طين الرزك) ويجلبان من سفوح الجبال أو قيعان الوديان في الفجيرة ورأس الخيمة، ثم يشكل بالماء على عدة نماذج، ثم بعد ذلك توضع في الفرن حتى تتقوى وتجف وتكون صالحة للاستخدام. صمدت صناعة الفخار طويلاً، وتعايشت مع كل الحضارات، وعده المؤرخون وعلماء البيولوجيا مقياساً لدراسة فترة وحقبة من الزمن، وقد تم استخدام الفخار في الماضي في طهي الطعام، وتخزين وحفظ المواد الغذائية والمؤن والماء، وأباريق وصحون للطعام، وكان الفخار في متناول الجميع لرخص سعره، ولحاجة الناس إليه. وفي دولة الإمارات تحظى صناعة الفخار بدعم كبير يستند إلى نهج الدولة في الحفاظ على التراث وصناعاته التقليدية التي تعد مكوناً رئيساً من مكونات الهوية والخصوصية، وتشكل رابطاً بين الإنسان الإماراتي المعاصر وتلك الحقب الطويلة الماضية، والجدير بالذكر أنه بالإمكان إعادة قراءة وإنتاج التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لحضارات الإمارات القديمة، عن طريق اللقى الفخارية لأن الفخار هو من أقدم مآثر الإنسان الحضارية. وبما أن مهنة صناعة الفخار، تعد مهنة الإنسان الأول التي استعملها في مأكله ومشربه، فهي مهنة لا تشيخ، ما يجعل المحافظة عليها مسؤولية وطنية وتاريخية، وقد أكد على ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الماضي يملكه من له حاضر مشرف، ومستقبلنا لا يكون راسخاً بدون جذور الماضي العميقة. وقد حث المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأجيال القادمة على التمسك بالتراث والحفاظ عليه فقال «من لا يعرف ماضيه فهو حتماً لا يعرف حاضره»، ومقولته الشهيرة بأن «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل» تحمل في طياتها الكثير فهي رسالة لحماية التراث وصونه. رحم الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها الحديثة، الذي جعل من الإمارات رمزاً للإنسانية والإخاء وأيقونة التسامح والعطاء.