2018-06-11
منذ أن ترأس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت إنجازاته تظهر في الداخل والخارج، وكل من يرى ما توصلت إليه الإمارات اليوم من تقدم حضاري في جميع المجالات يدرك أن الأمور تمت بيد قائد عظيم ذي خبرة واسعة، وصاحب همم عالية، حتى جعلها مضرب المثل إقليمياً ودولياً.
ومما حرص عليه الشيخ زايد، رحمه الله، المساهمة في خدمة الإسلام والمسلمين، فمواقفه مشهورة داخلية وخارجية.
في عهده أمر بإنشاء المساجد والجوامع على أحدث طراز وأرقى تصميم لتتسع جموع المصلين في كل مكان في الإمارات، وتم تجهيزها بكل ما تحتاج إليه من منابر ومغاسل وميكرفونات ليتمكن المسلمون من أداء شعائرهم الدينية بكل حرية ويسر.
وفي رمضان المبارك كانت الإمارات تشهد فيوضات من الجود والكرم من لدن الشيخ زايد، حيث كان يستجلب كبار العلماء والشيوخ على نفقته الخاصة من العالم الإسلامي ليفدوا إلى الإمارات لإلقاء دروس ومحاضرات وندوات، تذكر الناس بفضل التقرب إلى الله خلال موسم رمضان، كما أمر بإقامة موائد الرحمن في أنحاء الإمارات كافة لإطعام الفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان.
وفي الحج كان يأمر بإرسال وفود الحجيج على نفقته الخاصة لأداء فريضة الحج بيسر وسهولة.
وفي التسامح الإسلامي، رحمه الله، ترك الحرية لجميع المعتقدات باختلافها للعيش مع بعضها بعضاً، والدعوة إلى الإسلام بأروع ما يكون، وأعطى الحق لغير المسلمين في ممارسة طقوسهم كالمسيحيين.
وأنشأ مركز زايد لخدمة المسلمين الجدد ورعايتهم وشرع المركز باحتضان كل ما يؤدي إلى معرفة الإسلام عن قرب، من أشرطة وكتيبات ومحاضرات تعرفهم بالإسلام.
أما خارج الإمارات فقد ترك الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أثراً كبيراً في خدمة القضية الإسلامية بكاملها في مد يد العون والمساعدة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، حيث وجه سموه ببناء المدن والبيوت كما في مصر وفلسطين وبناء المساجد والجوامع ومد شبكات المياه وتوزيع المصاحف وإغاثة الملهوف والمحتاج، والتاريخ يشهد بأن الشيخ زايد كان أول من سارع في مساعدة الشعب الأفغاني والصومالي واللبناني خلال الحروب الأهلية التي اجتاحت هذه البلاد، كما كان من أوائل المتبرعين في دعم وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما أسهم في دعم ومساعدة شعب البوسنة والهرسك. وكذلك في الزلازل التي ضربت تركيا وإيران سارع سموه بالإغاثة.
فهذه مواقف بطولية لا تنساها أمة الإسلام من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يرى أنه لا خير في مال ولا ثروة إن لم تسخر في خدمة الإسلام والمسلمين والإخوان والأصدقاء تماشياً مع قوله تعالى «إنما المؤمنون أخوة».
رحم الله الشيخ زايد على ما قدم من تنمية وخير للعالم أجمع.