2018-06-13
كل منا معرض لبعض الأوجاع وعاصفة من الحزن وكبت للمشاعر وألم في الجسد وخسارة في التجارة وفراق للأحبة.
بعضها يقع لا محالة ولكنك قد لا تعرف المكان والزمان كالموت مثلاً. ولكن بعض الأمور قد يكون ابتلاء، وهذا ما قرأناه من سير الأنبياء والرسل، ولا سيما سيرة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. فإذا كان أخيار الأمة يتعرضون للابتلاء فما بالنا نحن لا نكون مستعدين للابتلاء في مناحي الحياة المختلفة؟ وهذا يحتاج منا إلى وقفة بدلاً من اليأس، يحتاج التأمل بدلاً من الحسرة والندامة، والتقرب إلى الله أكثر، فأنت لست أول من مرّ على بوابة الابتلاءات، فهناك العديد ممن مروا بهذا الطريق، ولكن كان زادهم التقوى، ووسيلتهم الصبر، والاستغفار كان وسيلة اتخذوها للعبور من طريق الابتلاء.
نعم قد نعاني من ظلمة الطريق تارة، ومن التعب والشقاء تارة أخرى، لكن النهاية ستكون سعيدة بكل الأحوال، لأنك بكل بساطة تتذكر أن نوح عليه السلام لم يستطع إقناع ابنه بالصعود معه إلى السفينة، وتتذكر كيف استطاعت زوجة فرعون أن تصبر على العيش مع طاغية مثله، وتتذكر نبينا يوسف عليه السلام كيف عانى من أخوته وافترق عن أبيه لسنوات، وكيف عانى يعقوب عليه السلام لفراق ابنه يوسف. وقصة إبراهيم ورميه في النار.
هكذا سترى أن ما ابتليت به أمام ما ذكرناه من ابتلاءات الأنبياء والرسل ليس جديراً بأن يذكر .. أبعد ما سردته ستستسلم أم تتخذ الوسائل والطرق؟ وأهم هذه الطرق الطريق إلى الله سبحانه وتعالى.