السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كن ممتناً لهم

الامتنان لله وحدة، والحمد والشكر له على كل النعم، أولها وآخرها ظاهرها وباطنها. في حياتنا نصادف أجناساً وأجناساً من البشر، منهم من يترك له أثراً وبصمة جميلة لا يمحوها الزمن تنمو وتكبر وتبقى ذكرى طيبة خالدة في دواخلنا، على الرغم من اختلاف الأوقات وبُعد المسافات ويبقى الامتنان لهم والتقدير. وهناك من يستحقون منا الامتنان على الرغم من الأذى الذي سببوه لنا بكل أشكاله وأنواعه ووسائله. والسؤال الوجيه الذي يرد في البال، لماذا أمتن لهم وهم أعداء راحتي وسعادتي ونجاحي واستقراري؟ لماذا امتن لهم وهم الذين حطموا مشاعري وسببوا لي القلق والإحباط والكثير من المشاعر السلبية الأخرى التي نزف منها قلبي وأهلكتني وكادت تقضي عليّ؟ لماذا أمتن لهم وقد أشبعوا قلبي من الصدمات وحياتي من النكبات؟ والإجابة الشافية في سطور قليلة وخفيفة. نعم هم كانوا أعداء حياتك سواء أعلنوا نياتهم أو خبؤوها خلف وجوه باسمة ناصحة. نعم منهم من خذلك، ومنهم من غدر بك، ومنهم من مكر بك ليسقطك، ومنهم من تجاهلك ونسي معروفك، ولكنهم صنعوا سعادتك وراحتك ونجاحك من دون أن يشعروا بذلك تأكد أنهم كانوا أداة لتفجير قدراتك وطاقاتك، وأنهم كانوا سبيلاً من سبل نجاحك ولو علموا بهذا لقتلوا قلوبهم حسرة وندامة. ‏اعجبتني: علمتني الحياة، ستواجه صنفاً لا يفكر إلا بنفسه، وستواجه صنفاً يخذلك في نهاية الطريق ‏وصنفاً ينكر معروفاً، لكن ستعلمك الحياة كيف تنهض بنفسك! [email protected]