2018-05-01
الدعم الإماراتي القوي للشعب الفلسطيني وقضيته، والذي يأتي مع دعم سعودي سخي أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته في افتتاح قمة القدس، يمثل نسفاً للمزاعم والأباطيل التي رددتها أبواق الفتنة الإخوانية، القطرية ـ الإيرانية، التي ملأت الدنيا ضجيجاً في الأشهر الماضية بمزاعم وأكاذيب حول انحسار الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية وتبدل أولويات القادة العرب وغير ذلك من فتن أرادت بها تأليب الشعوب ونشر الفتن ومواصلة سيناريو الفوضى، الذي لا يزال يأمل رعاته في استكمال حلقاته في المنطقة العربية.
لم تغب القدس والقضية الفلسطينية عن صدارة الأولويات العربية، وإنما تبقى قضية مركزية للعرب جميعاً .. كما أكدت قمة القدس وكما تؤكد مواقف السعودية والإمارات وبقية الدول العربية، فالاهتمام بالتصدي للخطر الفارسي الطائفي الإيراني لا يعني مطلقاً أن تحل قضية مكان أخرى، فالقدس حية، وستبقى كذلك إن شاء الله في ضمير العرب والمسلمين، وأن الإمارات وقيادتها وشعبها تواصل نهجها التاريخي الداعم للقضايا العربية المصيرية، حتى استعادة الحقوق العربية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
الموقف الإماراتي يكشف ويفضح بجلاء نهج بث الفتن ومحاولات التفرقة بين الشعوب العربية، فالإمارات والسعودية لم تكتفيا بالدعم السياسي القوي بل قدمتا دعماً مالياً نثق بأنه يمثل طعنة لأبواق الغدر والفتنة في المنطقة.
القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول (صلى الله وعليه وسلم) لا تحتاج من أحد إلى أن يذكر الإمارات بواجبها تجاهها، ولن تكون القدس أبداً بعيدة عن أولويات اهتمام الإمارات وشعبها وقيادتها، هكذا يثبت التاريخ ويوحي الواقع.
الإمارات كانت وستبقى داعية سلام ووحدة للعرب والإنسانية جمعاء، ولن تكون أبداً من بين المتخاذلين الداعين للتخلي عن نصرة القدس والشعب الفلسطيني وقضيته، فالقيادة الرشيدة التي تشربت بقيم القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ ومبادئه الوحدوية، تمتلك قناعة راسخة بأن قوة العرب في وحدتهم وتلاحمهم، وأنه لولا الفرقة والتشرذم والفتن والتي نشرها أعداء العرب، وبعض من بني جلدتهم، ما كان حال الملايين من العرب هكذا، بعضهم يعانون وبعضهم مشردون لاجئون يتعرضون لضربات وكلاء إيران وأذرعها الإجرامية في سوريا واليمن والعراق وغيرها.