يبدو أن غياب عروض الأزياء الحية لهذا العام دفع دور الأزياء للابتكار والإبداع بشكل لافت، رغم جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على عالم صناعة الموضة، وعروض الأزياء التي ينتظرها العديد حول العالم للاطلاع على أجدد صيحات الموضة.
ورغم انسحاب العديد من دور الأزياء من أسبوع الأزياء الراقية في باريس الذي أُقيم افتراضياً، أو ما بين أحضان نهر السين، فإن دار ديور الفرنسية العريقة لم تتردد في تقديم عمل فني سينمائي أشبه بعالم الخيال والقصص التي طالما قرأناها عنها في طفولتنا، وقدمت متكامل العناصر من إخراج الإيطالي Matteo Garrone، وهو حائز العديد من الجوائز العالمية في مجال السينما. حملنا ماتيو إلى عالم الأساطير الإغريقية، فيما استوحت ماريا غراتسيا كيوري، تصاميمها من الشخصيات النسائية السريالية، مثل Dora Maar وLeonora Carrington وLee Miller، ولمنح المجموعة بُعداً دراماتيكياً غير مسبوق، ابتكرت التصاميم بمقاسات تناسب العرائس، أي الألعاب الصغيرة، واستعرضتها ضمن صندوق كبير صُمّم بحيث يجسّد المقرّ الرئيسي للعلامة في شارع Avenue Montaigne في باريس.
عادت بنا ماريا غراتسيا المديرة الإبداعية للدار إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، والجهود المضنية لإحياء عالم الموضة في هذه الفترة بالتحديد، وذلك من خلال الاستعانة بمسرح الألعاب المتنقل أو كما يعرف بـ(Théâtre de la Mode) وكان هذا مشهد البداية في الفيلم الخيالي، حيث تنقل المسرح في أرجاء الغابة مع ملاحقة الحورية لهم في كل مكان.
تصاميم منوعة
ابتكرت ماريا غراتسيا تصاميم حالمة، تنوعت ما بين الفساتين الإغريقية ذات الأوشحة المكسّرة الطويلة وأحزمة للخصر مستوحاة من الحبال، بالإضافة إلى الكابات الضخمة والمزينة بطبقات من الكشكش، ولم تنسَ فساتين الحفلات الراقصة بألوان زاهية وأقمشة مطرزة بالريش.
