بدأت مسيرة الشقيقتين العمانيتين لبنى ونادية الزكواني، صاحبتي علامة اندماج، مع عالم الموضة والأزياء منذ 2013، حيث قدّمتا فساتين فخمة وأزياء سهرات تنضح بالأنوثة المستوحاة من تصاميم بنكهة التقاليد العُمانية.
وأكدت الشقيقتان في حوارهما مع «الروية» شغفهما بالحضارة العمانية وبكتب التاريخ التي تبحثان بين دفوفها عن إلهام لتصميم تشكيلة جديدة من الأزياء التي تدمج بين الخـامات التقليدية، والقصات العصرية، معتمدتان في ذلك على ألوان وتطريزات بلمسات ساحرة.
واعترفت الشقيقتان بأن جائحة كورونا غيرت الكثير من مفاهيم سوق الأزياء، لا سيما بعد تغير طبيعة الاستهلاك، حيث لم يعد الاهتمام منصباً على الرفاهية بقدر الاهتمام بالأمور الصحية.
- كيف تقيمان تطور علامة «اندماج» ما بين انطلاقها عام 2013 واليوم؟
انطلقت علامة «اندماج» عام 2013 من خلال تصميم الألبسة الجاهزة بروح شبابية وعصرية، بعد دراسة السوق وجدنا فجوة في قطاع الأزياء الراقية، لذلك وظفنا خبراتنا وجهودنا للدخول في سوق الألبسة الجاهزة الراقية. وقد بدأنا المرحلة الانتقالية ببطء إلى تصميم العباءات وفساتين سهرة.
ولا نخفي سراً أن أحد أسرار نجاحنا يكمن في الحفاظ على هويتنا العمانية وكعلامة لها بصمة خاصة في التصميم بأساليب مميزة.
- بالنسبة للبنى.. لمَ اخترتِ تصميم الأزياء رغم دراستك علم النفس؟
درست علم النفس ولكن انتقلت لاحقاً للحصول على البكالوريوس في تصميم الأزياء والباترون، في رأيي من المهم أيضاً فهم سلوك المجتمع الذي تستهدفه وهذا هو المكان الذي تأتي فيه دراستي في علم النفس.
- كيف أثرت جائحة كورونا على عالم الأزياء بشكلٍ عام.. وعلى علامتكما بشكل خاص؟
لن ندعي أننا لم نتأثر بهذه الجائحة التي أصابت السوق العالمي للأزياء، وغيرت مفاهيم كثيرة في طبيعة استهلاك العميل الذي أصبح لا يعتبر الرفاهية ضرورية بقدر الاهتمام بالصحة، ولكن هذا لا يعني أن عملنا توقف، لقد حاولنا التركيز أكثر على تصميم العباءات، والقفاطين التي تعد الأكثر شعبية إضافة إلى خطنا الجديد الخاص بالأزياء الأساسية التي تقدم للعميلة قطعاً أنيقة ومريحة تناسب الجميع.
- حدثانا عن أحدث مجموعة.. وهل تنوين إطلاق مجموعة جديدة في ظل هذه الأزمة العالمية؟
نتطلع دائماً إلى تصميم قطع مبتكرة وجديدة. وسنوفرها هذه المرة بأسعار منافسة وتصاميم أكثر تنوعاً.
- ما مصدر إلهام علامة «اندماج»؟
نستمد إلهامنا من البيئة المحيطة بنا، لا يمكننا أن نشير إلى مصدر واحد فقط، نحن دائمتا البحث في كتب التاريخ، وربما يكون هذا أحد أكبر مصادر إلهامنا.
- كونكما من سلطنة عمان الشقيقة.. كيف أثرت التقاليد العمانية على تصاميمكما؟
التقاليد العمانية أكبر مصادر إلهامنا، حيث توجد لدينا ثقافة غنية، وأفضل جزء في ذلك هو الثقافات المختلفة التي أثرت على تراثنا عبر السنين. وعلى سبيل المثال في مجموعة خريف 2018 قدمنا مجموعة استوحيناها بالكامل من الخنجر العُماني الذي يعتبر قطعة أساسية في زي الرجل العُماني، لكننا قمنا بتوظيفه بشكل مختلف، من خلال إظهار القوة والسيطرة التي تحتفي بتمكين المرأة، حيث ركزنا خلال هذه المجموعة على التطريزات اليدوية.
- من لفت انتباهك من المصممين العرب والعالميين؟
يوجد الكثير من المصممين الذين نعتبرهم مصدر إلهام كبيراً لنا، وحقيقة يلفت انتباهنا المصممون من الهنود والباكستانيين لتقنياتهم الباهرة في التطريز ودمج الألوان، كما نميل كثيراً للمصممين الإيطاليين والإسبان لقصاتهم الجميلة التي تبرز قوام المرأة بشكل جميل.
ولكن في النهاية يجب علينا تصميم أزياء تناسب نسائنا مع الأخذ في عين الاعتبار أن لدينا طابعاً مختلفاً تماماً عن جميع الأسواق الأخرى.
- برأيكما هل يجب على المصمم مواكبة خطوط الموضة العالمية.. أم تصميم ما يراه مناسباً للبيئة التي يعيش فيها ولإلهامه؟
لا شك في أن متابعة آخر الصيحات الجديدة مهمة لأي علامة أزياء، ولكن الأهم من ذلك هو تصميم قطع مناسبة يمكن ارتداؤها وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية التي تميل للأزياء المحتشمة.
- قدمتما في وقتٍ سابق فساتين سهرة.. هل تنويان إطلاق مجموعة في الوقت القريب؟
لا يزال هناك طلب كبير على فساتين الزفاف والسهرات ولم نتوقف عن تصميم هذا الخط أبداً، ولكن أدخلنا بعض التغييرات البسيطة التي توفر للعملاء تصاميم بسيطة بأسعار مناسبة.
- ما النصيحة التي يمكن أن تقدمها «اندماج» للمصممين اليافعين؟
من المهم أن نقدم كل ما هو جديد، ننصحهم دائماً بابتكار هوية تمثل علامتهم الخاصة، والحرص على دراسة ما يحتاج إليه السوق.
