الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أسبوع الموضة في ميلانو: موسكينو يكسر القيود بمجموعة شتاء 2021

خطفت دار موسكينو Moschino الإيطالية الأنظار بعرضها المميز بقيادة مديرها الإبداعي جيرمي سكوت Jeremy Scott، بعرض رائع استطاع به أن يستغل فكرة العروض الافتراضية، ليقدم لنا فيلماً ساحراً يأخذنا في رحلة لفترة الثلاثينات والأربعينات، على هامش اليوم الثاني لأسبوع الموضة في ميلانو لمجموعة شتاء وخريف 2021 للأزياء الجاهزة.

أطلق سكوت على المجموعة اسم «Jungle Red» الغابة الحمراء، وهو اسم طلاء الأظافر باهظ الثمن في قصّة فيلم «The Women» إنتاج 1939، من إخراج George Cukor، والذي استوحى منه أيضاً جيرمي الكثير من الإطلالات والأزياء الأنيقة لحقبة الثلاثينات والأربعينات، وكذلك أوّل الخمسينات.



اعتمد جيرمي في عرضه على الأزياء الأنيقة والفخمة، من عالم السحر والفانتازيا، الذي تتميز به الدار عادة، بالإضافة إلى الخروج عن المألوف، واعتماد تصاميم تكسر كل القواعد.

وعلى عكس دور الأزياء الأخرى، فكّر جيرمي بطريقة مختلفة تماماً في ظل أزمة وباء الكورونا، فلم يكن يعتقد أن الملابس المريحة والعملية هي الحل، بل إن الناس بحاجة إلى المزيد من السحر والأناقة، كنوع من الاستعداد للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى بعد انقضاء تلك الأزمة، وبالفعل بدأت تلك الفكرة تجني ثمارها بمجموعة الموسم الماضي للدمى التحركة والتصاميم المُصغرة التي حققت الكثير من المبيعات، على حد قوله.



وقال سكوت عن فكرة المجموعة: «أعتقد أنني أعيش في مثل هذه الأرض الخيالية، وما نحتاج إليه الآن أكثر من أي وقت مضى هو الخيال والتألق والأشياء التي تجعلنا نشعر بالروعة، ولا أعتقد أن السراويل الرياضية تفعل ذلك».



شاهدنا بالفيلم للعرض الافتراضي للمجموعة، فكرة رائعة وكأنه عرض داخل عرض، لسيدات المجتمع الراقي يحضرن عرضاً لصالون أزياء متنوع، اعتمد فيه جيرمي على وجوه مميزة في عالم الموضة والسينما على غرار عارضة الأزياء الكندية ماي كيسك Maye Musk التي قدمت العرض الافتراضي داخل الفيلم الاستعراضي، والممثلة الأمريكية ديتا فون تيسي Dita Von Teese، والعارضة العالمية ويني هارلو Winnie Harlow، جسدت كل منهما دور سيدات المجتمع الراقي القادمتان لحضور عرض الصالون.



بينما جسّدت العارضة الأسترالية ميراندا كيرا Miranda Kerr دور عارضة أزياء الريف بالصالون، و آمبر فاليتا amber valletta كانت من العارضات اللاتي اختارهن سكوت لارتداء التصاميم البراقة، بينما اعتمد على هايلي بايبر Hailey Bieber للأزياء الرسمية المستوحاة من الستايل الرجالي.



وبالحديث عن هذا الفيلم الاستعراضي، وكيف أدت كل واحدة من هؤلاء النجمات دوراً مميزاً بالفيلم القصير، سوف نستنتج كيف استطاع جيرمي سكوت تقسيم العرض لمجموعات بتلك البراعة، ما بين الموديلات العملية، والأزياء الراقية الفخمة، وفساتين الريف، وتلك المزينة برسومات الحيوانات مع أجواء السفاري.

بدأ الفيلم بالإطلالات الأرستقراطية المستوحاة من أزياء نجمات زمن الفن الجميل وأفلام هوليوود بفترة الثلاثينات والأربعينات وأوّل الخمسينات، فقد شاهدنا ويني هارلو وهي ترتدي فستاناً أسود بتصميم ميرماد منفوش من ناحية الساق، مستوحى من فستان أودري هيبرن الأسود الشهير، خاصة مع تنسيق إكسسورات اللؤلؤ العاجي للعقد، بالإضافة إلى معطف لافت للأنظار مع الأكمام المنفوشة باللون البينك.



بالإضافة إلى الفساتين اللامعة الميتالك ذات اللمسة الذهبية، أو تلك باللون الأسود مع الفوشيا مع تطريزات لإكسسورات معدنية، وذيل طويل، وحقيبة يد بوتش وكعب البلاتفورم.





ثم شاهدنا تلك التصاميم الكلاسيكية والعملية، للبدل المخططة بالطول مع الشورت القصير، أو مع البليزر والبنطلون الواسع، أو التايور الكلاسيكي، مع الأحذية الكلاسيكية بلوني الأبيض والأسود الشهيرة مع الكعب العالي بالرباط الأمامي، الشهيرة في تلك الفترة.



بعد ذلك، أخذنا سكوت إلى رحلة للريف، لنشاهد الفساتين المنفوشة برسومات الأبقار، لعرض مُبهر متكامل، زينه سكوت بتسريحات الشعر الفوضوية أو مع لمسة الفانتازيا لإكسسوارات الشعر لفتيات الريف في الأربعينات، فضلاً عن التايورات المزينة بالخضرة والأراضي الزراعية، أو التارتان من قماش التويد الخفيف.



بالإضافة إلى التايورات المصنوعة من أكياس التغليف للبطاطا، وهو أحد الفساتين الشهيرة التي اعتمدتها مارلين مونرو Marilyn Monroe، لتثبت أن المرأة جميلة ستظل جذابة مهما ارتدت، ويبدو أن تلك الفكرة أحب المدير الإبداعي لموسكينو أن يوصلها للعالم في ظل تلك الأزمة، كنوع من إدخال البهجة والسعادة في نفوس السيدات.



ومن الريف أخذ سكوت العرض إلى المتاحف الفنية، حيث تشاهد نساء موسكينو Moschino أجمل اللوحات، وهن يرتدين تلك التصاميم الكلاسيكية الفخمة، للتايورات والفساتين التي يزينها السّحاب البارز مع القبعات المائلة التي تشتهر بها الدار، بألوان راقية كالأصفر والأزرق والأسود.



ذهبنا بعد ذلك إلى رحلات السفاري، والأزياء المستوحاة من رسومات جلود الحيوانات، حيث كانت فكرة ساحرة بها الكثير من أجواء الفانتازيا، باعتماد فستان برسومات الزرافة، أو اختيار الموديل لفستان الزيبرا اللامع، أو المزينة برسمة بارزة للنعام البينك على الفستان الأسود القصير من الستان الحريري.



وفي ختام العرض، اعتمد جيرمي سكوت على ذهاب السيدات الراقية لتناول الحلوى بعد مشاهدة صالون الأزياء، وكأنه يهدي النساء في ظل تلك الكآبة التي خلفتها أزمة الوباء المزيد من الأشياء الحلوة للحياة، وإطلاق العنان للكثير من الأمل والتفاؤل، حيث قال: «قد يبدو من السخف محاولة قص أجنحتي»!