حاول الكثير من المصممين حول العالم تقديم تصاميم مختلفة ومميزة بعد الأزمة التي مررنا بها العام الماضي جراء تفشي وباء كورونا، والتي غيّرت الكثير من المفاهيم حول صناعة الأزياء، وبالطبع كان آرماني واحداً من هؤلاء المصممين، خاصة أنه يعتبر من أوائل المصممين وبيوت الأزياء العالمية التي قامت بإلغاء عروضها العام الماضي بسبب الأزمة.
وها نحن هنا بعد مرور عام تقريباً، ومزيد من الراحة حصل عليها جورجيو آرماني، والذي اعتبرها فترة جيدة ومهمة في حياته، حيث قال: "لقد نجح هذا إلى حد ما في مصلحتي، لأن الراحة شيء كنت أعتبره دائماً أمراً بالغ الأهمية لنجاح عملي".
وبالتالي، فكّر المصمم الإيطالي باعتماد تصاميم عملية ومريحة، باعتباره أول شيء سيفكر فيه الأشخاص عند العودة للحياة مرة أخرى، لكن بالوقت نفسه لا يمكنه التخلي عن هذا الجزء الأنيق والفخم، والذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من أزياء آرماني.
وبالكشف عن نقاب مجموعته لشتاء 2021، مع عرض رقمي يهيمن عليه شعار GA شاهدناه بأرضية المدرج الكبير لمسرح آرماني في ميلانو Armani Theater in Milan طوال انطلاق العرض، مع استنساخ أخضر متلألئ لتمثال Uri، وهو تمثال الغوريلا الذي حصل عليه آرماني مع مجموعة أفلام تم منحها له منذ سنوات من تصميم الفنان Marcantonio Raimondi Malerba، والذي يسرق الأضواء في غرفة المعيشة في شقته في ميلانو، والذي يوضح جلياً علاقة آرماني الرائعة بالسينما، وكم كان لأزيائه الكثير من اللمسات الرائعة بالعديد من الأفلام.
أما عن تمثال الغوريلا «Uri» فهذا الاسم يعني «نوري»، وهو الرسالة التي أحب آرماني توصيلها للعالم، وهي المعاني السامية التي تعبر عن احترام الطبيعة الأم ومخلوقاتها.
فمن المعروف عن آرماني مدى حبه للحيوانات وللطبيعة، ففي العام الماضي، قدمت مجموعة آرماني تبرعاً كبيراً للصندوق العالمي للحياة البرية للمساعدة في حماية الغوريلا، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض.
ولم يتوقف تكريم أرماني للطبيعة عند هذا الحد، فقد استوحى المصمم رسومات الأزهار وأوراق الشجر من الطبيعة ليهديها إلى النساء لتصاميم مليئة بالرومانسية، حيث قال أرماني: "أنا لا أتخلى عن فكرتي عن البساطة، أو حتى الدقة، لكنني أعتقد أن هذه اللحظة تتطلب اللطف، وربما حتى لمسة من الرومانسية".
ولهذا شاهدنا بالمجموعة الكثير من التصاميم المخملية، التي اعتمدت على أقمشة كالقطيفة الناعمة، والأورغانزا اللامعة، ولمسات الكشاكش المزينة بتطريزات الورود البارزة.
كذلك كان هناك حضور طاغٍ للألوان الشتوية الدافئة من وحي الطبيعة، مثل الأخضر العشبي، والفيروزي، والأسود الترابي، فضلاً عن اللون الأزرق بدرجاته المختلفة، سواء كان الأزرق الداكن، أو الأزرق الفاتح السماوي، والذي اعتمدها للرجال والنساء معاً.
اختار آرماني البدلات من الفيلفت الأسود، يزينها سترات أو بلوزات مكشكشة مع رسومات الورود، أو بدلات سوداء بالكامل، مع بلوزات مع رقبة عالية تتدلى منها الكشكشة بطريقة دراماتيكية رائعة وكأنها لوحة طبيعية مرسومة.
كذلك اختار آرماني لمجموعة الرجال، التركيز على تلك التصاميم المريحة للسويت شيرت والبناطيل الواسعة، باعتبارها أول الستايلات التي سيفكر فيها الرجال عند العودة للحياة الطبيعية، مع كنزات صوف باللون الأزرق الفيروزي، الذي يثير في النفس أجواء من التفاؤل وإحساساً بالراحة.
شاهدنا بالمجموعة أيضاً، لمسة راقية للفساتين اللامعة، بألوان كالأبيض الثلجي، مع تطريزات ورود باللون الأزرق الفيروزي، مع أكمام طويلة وكشكشة، لموديلات رغم أناقتها إلا أنها تبدو مريحة أيضاً، إذ تبنى آرماني بهذا العرض فكرة أن «التصاميم المريحة تمنح إحساساً بالثقة لمن يرتدونها».
أما عن الإكسسوارات فكانت أيضاً، بسيطة ومستوحاة من المجموعة نفسها، بنفس الألوان مع خامة الجلد اللامعة، ولكن آرماني ركز أكثر على تلك الحقائب من دون يد، باعتبارها أكثر عملية، فضلاً عن الأحذية ذات الأسلوب الرجالي مع الأربطة الأمامية، أو بوت الكاحل البسيط من الجلد اللامع.
بينما اعتمد على مكياج لافت باختيار الآيشادو باللون الأزرق، والأسود، ليلفت الأنظار أكثر لتلك الألوان المستوحاة من الطبيعة، بالإضافة إلى تسريحات الشعر الكلاسيكية المرفوعة، ليكتمل اللوك باختياره لأقراط الأذن كبيرة الحجم، أو بإبراز البلوزات التي هيمنت عليها قصّة الرقبة العالية المكشكشة.