الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

رويال أسكوت.. سباق عالمي للفساتين الأنيقة والقبعات المبتكرة ينافس الخيول

عادت النجوم لتشرق وتتألق وتتأنق في واحدة من أكثر المناسبات بريقاً في التقويم الاجتماعي البريطاني وربما في العالم أجمع وهي سباق رويال أسكوت في بيركشاير الذي يمتد حتى 19 يونيو الجاري.

ومن جورجيا توفولو نجمة «ميد إن تشيلسي» إلى شارلوت هوكينز مقدمة برنامج صباح الخير بريطانيا، وإلى سيمون كويل وصديقته لورين سيلفرمان تتعدد النجوم والمشاهير الذين يحرصون على الحضور والتسابق في مضمار الأناقة بالسباق الذي انطلق للمرة الأولى في 11 أغسطس 1711، عندما ركبت الملكة آن فرسها من قلعة وندسور إلى الميدان الذي يقام فيه السباق الآن، وقالت: «سيكون هذا مكاناً جيداً لسباق خيول».

الحاضر الغائب في سباق العام الجاري هو الملكة إليزابيث (95 سنة) وهي من عشاق سباق الخيل المتحمسين، والتي أعلنت في بداية الشهر الجاري أنها لن تحضر أسكوت هذا العام بسبب القيود المستمرة وهي التي اعتادت الحضور سنوياً عبر 68 عاماً منذ تتويجها على عرش بريطانيا.



تقييدات في 2021





وكانت أسكوت تخطط لحضور 4000 شخص في اليوم، وهو عدد أقل بكثير من الحضور المعتاد الذي كان يزيد على 300 ألف متفرج على مدار الأيام الخمسة للسباق الشهير، وفي كل الأحوال سيتعين على الجميع الالتزام بارتداء القناع الطبي.

وعادة ما يفرض على زوار مضمار كوين آن ورويال الالتزام بقواعد اللباس الصارمة، والتي لا تسمح بارتداء الفساتين العارية أو التي تكشف الكتفين والصدر، أو الثياب فوق الركبة، كما أن القبعات وأغطية الرأس الأنيقة والمبتكرة أمر لا بد منه، ولكن القواعد تكون اكثر استرخاء في وندسور والأماكن الأخرى للسباق.

تاريخ ارتداء القبعات



ويعود للملكة فيكتوريا الفضل في إلهام النساء بارتداء القبعات وأغطية الرأس المبتكرة عندما ارتدت إحداها في أحد السباقات في الثلاثينيات من القرن الـ19،ومن يومها أصبحت القبعة وتنويعاتها وتصميماتها أهم حدث في رويال أسكوت ربما يتفوق على سباقات الخيول نفسها.

أما بالنسبة لأزياء الرجال، فقد وضع أساسها بوا براميل صديق الملك جورج الرابع الذي قرر في عام 1807 أن يرتدي الرجال المعاطف السوداء الطويلة مع ربطة عنق بيضاء وسروال.

وأصبح الأمر أكثر تفصيلاً للحفاظ على روح السباق مع ظهور الدليل الرسمي للأزياء في عام 2012.

إذ يجب أن ترتدي النساء اللاتي يحضرن «رويال انكلوشر» أزياء فوق الركبة مباشرة أو أطول، على أن تكون الأكمام بطول بوصة واحدة على الأقل.



أما بالنسبة للرجال فينصح بارتداء بدلة وقميص أسود أو رمادي.



وفي عام 1922، علق أحد صحفيي التايمز على أن أسكوت كانت «أفضل مكان معروف في إنجلترا لمشاهدة النساء الجميلات بملابس جميلة».

منذ البداية، كان الحدث مرادفاً للأزياء الراقية، وكانت القبعات الفاخرة والمبتكرة دائماً جزءاً أساسياً من قواعد السباق.

في القرن الـ19، عزز الأمير ريجنت وصديقه بو بروميل مكانة أسكوت في ثقافة الموضة الراقية، وأصروا على أن الرجال المحترمين والأنيقين يجب أن يرتدوا معاطف سوداء مخصرة وربطة عنق بيضاء مع بنطلونات عند حضور السباقات. مع مرور السنين، تطورت هذه النظرة الأنيقة إلى معطف الفستان الشهير لدى النساء.

وعندما بدأت الموضة في سباق الخيل تكتسب أهمية، بدأ بعض الرجال في تعديل وتكييف مظهر معطف الركوب، المعروف باسم معطف «نيوماركت»، لجعله مناسباً للزي الرسمي. في النهاية، أدى ذلك إلى ظهور ما نشير إليه الآن بمعطف الصباح.

ساحة الموضة العالمية



بحلول أوائل القرن الـ20، أصبحت أسكوت ساحة للأزياء والموضة مع التركيز على القبعات، وتحولت إلى فرصة للتباهي بها.

وخلال الأيام الأولى للسباقات، كانت القبعات لباساً إلزامياً في جميع المناسبات الرسمية. عندما بدأت تختفي القبعات في جميع أنحاء المجتمع البريطاني، حافظ السباق على معاييره العالية وجعلها محور الأناقة لدى سيدات المجتمع والأميرات والنجمات.

ولعيون السباق وحسناواته، تقوم شركة Christys’s & Co Ltd البريطانية بتصنيع القبعات منذ عام 1773، وقدمت آلاف القطع إلى الحاضرين في أسكوت، بما في ذلك السير ونستون تشرشل.

الطريف أنه «في عام 1797، تم وضع جون هيذرينجتون في السجن لارتدائه قبعة طويلة في الأماكن العامة - وإخافته النساء والأطفال!».

ولا تتبع كل القبعات في أسكوت النمط التقليدي الأنيق، بل أصبح غطاء الرأس الأكثر غرابة جزءاً من ذلك التقليد.



ربما يتذكر رواد السباق جيداً ديفيد شيلينج الذي صنع قبعات لوالدته بتصميمات غريبة طريفة تشمل برج إيفل أو رأس زرافة، وتطورت الأشكال والتصميمات وأصبح الكل هاوياً أو محترفاً يتبارى في تصميم وارتداء القبعات الغريبة العجيبة الطريفة.

وبصفة عامة يمكن أن تمنحك القبعة المناسبة الثقة والجاذبية والغموض والحماية والمهابة للشخصية.