المصممة السعودية نورة سليمان، وضعت لها بصمة خاصة بعالم الأزياء، منذ إطلاقها المجموعة الأولى التي حققت بها نجاحاً باهراً في هذا المجال، ولم تكتفِ بذلك، بل تم اختيار أحد تصاميمها الراقية، ليكون عنواناً لبوستر أحد الأفلام العالمية في هوليوود.
وكان لـ «الرؤية» هذا الحوار الممتع مع المصممة السعودية نورة سليمان، لتحدثنا فيه عن مشوارها بعالم تصميم الأزياء، وعلامتها الفاخرة التي تتخذ من الرياض مقراً لها، وكيف وصلت للعالمية، وأيضاً أخبرتنا الكثير من التفاصيل حول مجموعاتها القادمة بهذا المجال.
بداية الشغف بعالم تصميم الأزياء
أخبرتنا نورة سليمان أنها بدأت العمل بهذا المجال في سن صغيرة، منذ أكثر من نحو 11 عاماً، خاصة أنها وُلدت بعائلة من الفنانين والمصممين، وكان أول فستان صممته حين كان عمرها 12 عاماً، حيث اعتمدت موديلاً أنيقاً لترتديه في حفل زفاف أحد الأقارب.
وتخرجت نورة في معهد الرياض للفنون والمهارات، إضافة إلى عملها بدوام جزئي في سن الـ19 عاماً في متجر محلي حيث كانت تقدم خدمات تتعلق بالتصميم للعملاء.
تدّربت نورة في شركة أزياء بعد التخرج، ورغم أن التجربة لم تكن مُجدية على حد قولها، لكنها تعّلمت منها الكثير، وأدركت أنها بحاجة إلى المزيد من الخبرة لمواجهة السوق.
ولطالما كانت تسعى نورة إلى اعتماد علامة خاصة بها، لكنها كانت تعرف جيداً أن الموهبة لوحدها لا تكفي وأنها بحاجة إلى التعلم، ودراسة السوق بشكل أكبر، وحين شعرت أنها مستعدة، بدأت في العمل على مجموعتها النسائية الأولى، وتبعها المجموعة الرجالية.
رحلة الوصول إلى العالمية بوجود أحد تصاميم نورة سليمان على بوستر فيلم بهوليوود
اختير فستان Moiré لمصممة الأزياء النسائية الفاخرة نورة سليمان، ليظهر بالبوستر الرسمي لفيلم If I Can’t Have Love, I Want Power، لنشاهد بطلة الفيلم المغنية العالمية هالسي تتألق بهذا التصميم، حيث يسجل الفيلم انطلاقة جديدة من نوعها بعالم السينما.
وتم اختيار هذا الموديل خصيصاً للفيلم الطويل من قبل منسّق الأزياء ومهندس الصور الشهير لو روتش Law Roach، الذي يتخذ من لوس أنجلوس مقراً له، إذ يُعرف روتش بأنه الرجل الذي يقف وراء أكثر إطلالات زندايا وسيلين ديون تميّزاً.
ويحتل هذا التصميم مكانة خاصة لدى نورة سليمان، فقد تم ابتكاره من قماش moiré باللون العاجي، ويمثل هذا الموديل مزيجاً سلساً للقصّات الأنثوية الكلاسيكية مع التفاصيل المعمارية فائقة البراعة، وكان مخصصاً لترتديه نورة في حفل استقبال طفلها، لكنها قررت تضمين التصميم الأنيق في أول مجموعة لها.
وتجدر الإشارة إلى ظهور هذا الفستان في الفيلم إلى جانب ابتكارات لمصممي أزياء عالميين كبار، مثل فيفيان وستوود، كما يمثل واحدة من المرات الأولى التي يبرز فيها اسم مصممة أزياء سعودية في إنتاج كبير ومن هذا العيار لهوليوود.
وتقول نورة سليمان «لطالما كان هذا الفستان بالنسبة لي قطعة مميزة للغاية، لأنه يمثل تلك اللحظة التي يمكنني فيها مشاركة استقبال طفلي مع العالم»، وأضافت «إنه لشرف كبير أن يتم اختيار قطعة من مجموعتي الأولى لهذه الفرصة، وأن أكون قادرة على تمثيل الأزياء السعودية على نطاق عالمي».
تفاصيل مجموعة نورة سليمان الأولى
حدثتنا نورة سليمان عن مجموعتها الأولى موضحة أنها كانت تعني لها الكثير، إذ كانت حاملاً آنذاك، وكانت دائماً ما تمزح بالقول «أشعر أنني حامل بطفلين، مجموعتي الأولى وابنتي».
وقد أوضحت أن المجموعة الأولى كانت تمنحها شعوراً دافئاً، حيث كانت هذه المجموعة بمثابة وصفة عائلية، وذلك لأنه بأوقات الحجر الصحي كانت تجلس نورة مع والدتها وأختها، مُحاطين بألوان وأقمشة مختلفة، كما قامت والدتها برسم شعار العلامة التجارية، بينما ساعدتها أختها في اختيار الألوان، وساعدها زوجها في الجانب الإداري للعلامة التجارية، وعمل إخوتها على الطلبات.
وكان الإلهام وراء مجموعتها الأولى هو الشعور بالأناقة والجاذبية الخالدة أكثر من أي شيء آخر، حيث كانت ترغب في اعتماد قطع لا تبطل موضتها على الإطلاق، إضافة إلى التركيز على الجودة والفخامة التي تهم أي امرأة، حيث اعتمدت على أقمشة فرنسية وإيطالية فخمة، مع خياطة مُحكمة راقية.
كذلك ركزت نورة على رغبات المشترين الدوليين، وأن تحظى تلك القطع الأيقونية التي تركز على التراث العربي باهتمامات المجتمع خارج السعودية، وبالفعل استطاعت تحقيق أفضل المبيعات من دول أخرى مثل الإمارات والبحرين وسويسرا.
شاهدنا بالمجموعة تصاميم متنوّعة بين العبايات الملونة، وعبايات المعطف، والعباية Suit العملية، إذ حقق الموديل الأخير الكثير من المبيعات على نطاق واسع في السعودية وبالدول العربية.
المجموعة الرجالية وتحديات كبيرة
التفكير بإطلاق خط أزياء رجالي لم يكن ضمن خطط نورة سليمان، لكن الفكرة راودتها منذ 5 سنوات، عندما طلب منها أخوها تصميم سديري مميز له، وبالفعل نفذت طلبه، إلا أنه عاد إليها بعدة طلبات من أصدقائه الذين أُعجبوا بهذا التصميم، ومن هنا جاءت هذه الفكرة، إلا أن التخطيط لتنفيذها كان باللحظات الأخيرة بعد تصميم مجموعتها النسائية.
وقد واجهت نورة بعض التحديات، عندما انتهت من تصميم مجموعتها، وعرضتها على بعض الأفراد ممن تثق برأيهم، وأخبروها أن هذه التصاميم لن تحقق أي نجاح، ومع ذلك وثقت نورة بحدسها وبعملها، وقامت بإطلاق المجموعة، والتي حققت بدورها نجاحاً باهراً، وتم بيعها بالكامل، واضطرت إلى إنتاج مجموعة أخرى من نفس التصميم، إذ كان من المقرر أن تعتمد مجموعة واحدة فقط من تلك التصاميم.
كذلك انضمت تلك المجموعة إضافة إلى المجموعة النسائية إلى قائمة أفضل 100 براند سعودي، بينما جاءت المجموعة الرجالية ضمن أفضل 7 ماركات سعودية.
تميزت المجموعة بتصاميم السيدريات الفخمة، من أقمشة ثمينة من الصوف، ومُبطنة من الفرو، بألوان غاية في الأناقة مثل الرمادي الفاتح، والأحمر العنبي، والأزرق الكحلي.
ما أكثر ما يميز أي علامة تجارية ويمكنها من الوصول للعالمية؟
في نهاية الحديث، أوضحت المصممة السعودية نورة سليمان، أن أكثر ما يميز أي ماركة أو بيت أزياء، ليس فقط الموهبة رغم أهميتها القصوى، بل يجب العمل بشكل جيد على المهارات الخاصة بالمصمم، وتنميتها وتطويرها، واكتساب خبرة جيدة لمواجهة السوق واحتياجاته، مع العمل الجاد والتقرّب من العملاء لفهم احتياجاتهم.