الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تخفيض الإنتاج وزيادة الأرباح استراتيجية صناعة الأزياء للحفاظ على البيئة

أصبحت الموضة لاعباً أساسياً في قضايا البيئة وتغير المناخ واستدامة الموارد الطبيعية، ما يستدعي تبني استراتيجية قائمة على تخفيض الإنتاج مع زيادة الأرباح وزيادة مرات ارتداء الأزياء، وهو التحدي الذي تواجهه صناعة الموضة التي حضرت بقوة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الذي عقد مؤخراً في جلاسجو باسكتلندا.

وذكر صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الموضة إبان انعقاد مؤتمر كوبنهاجن 2009 كانت مهمشة للغاية، ولذلك انعقد المؤتمر خصيصاً للتركيز على الاستدامة ودور الموضة في الحفاظ على موارد الكوكب.

وتغيرت الأمور، ولأول مرة أصبح للأزياء حضور موسع، وذو مغزى في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021، المعروف أيضاً باسم COP26.

التزام أقوى

أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة نسخة جديدة من ميثاق الموضة الذي صدر في البداية في عام 2018، والآن مع 130 شركة موقعة، بما في ذلك، لأول مرة LVMH، أصبح هناك التزام أقوى لخفض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول عام 2030 (والوصول إلى صافي الصفر في عام 2050.

وكشف فيدريكو مارشيتي رئيس يوكس نيت بورتر السابق عن هوية رقمية أنشأها فريق عمل الأزياء التابع لمبادرة الأمير تشارلز للأسواق المستدامة تتمثل في علامة ملابس قابلة للفحص تتبع الحمض النووي لتاريخ تصنيع المنتج، باستخدام تقنية بلوكتشين.

وبدعم من 50 علامة تجارية، قدمت منظمة تكستايل اكستشنج غير الحكومية للنسيج طلباً للدعوة إلى إنشاء هياكل للتعريفة الجمركية والاستيراد والتصدير تحفّز الشركات على استخدام «المواد المفضلة بيئياً» بدلاً من البوليستر، على سبيل المثال، وهي، المادة الأكثر استخداماً في صناعة الأزياء بأكملها.

كلمة السر «انخفاض النمو»

بعد أن فقدت مصداقيتها، لم يعد أحد يردد مقولة «الموضة هي ثاني أكثر الصناعات تلويثاً على الأرض»، وإن اتفق الجميع أخيراً على أنها واحدة من أسوأ الصناعات.

لذلك يحاول المسؤولون الآن حث المستهلكين على «شراء أقل وارتداء أطول» لتخفيض الإنتاج، بعد أن تضاعف حجم إنتاج الملابس في السنوات الـ15 الأولى من القرن الجديد، مع انخفاض عدد المرات التي تم فيها ارتداء الثوب قبل التخلص منه 36%.

وكشفت «رالف لورين» عن تبني استراتيجية جديدة لعام 2022 تتمثل في «تراجع النمو»، أي تعظيم قدرة الشركة في جني الأموال مع انتاج أشياء أقل، وتعظيم فهمها لعمليات البيع.

إعادة الاستخدام

دعا ويليام ماكدونو مؤلف كتاب«Cradle to Cradle»، إلى التفكير في الملابس كمصدر للمواد يمكن استخدامها مرة أخرى وثالثة.

هذا هو بالضبط ما كانت تفكر فيه المصممة البريطانية بريا اهلواليا التي تعاونت مع مايكروسوفت لإنشاء منصة تسمى "سيركيوليت" تسمح للمستهلكين بإرسال ملابسهم المستعملة إلى شركتها.

وإذا كانت الملابس في حالة مقبولة، فسيتم تجديدها وإدماجها في مجموعتها التالية، وسيحصل المتبرع على «نقاط مكافأة» مقابل عملية شراء جديدة مع العلامة التجارية.

دعم الزراعة المتجددة

تستثمر العديد من العلامات التجارية الآن في دعم الزراعة المتجددة، وهي تقنية زراعية تساعد على استعادة صحة التربة والمغذيات.

وإحدى الطرق لمساعدة البيئة هي استخدام الموردين الذين ليسوا بالضرورة في بلدك ولكنهم قريبون.

ووفقاً لعرض قدمته العلامة التجارية البريطانية Bamford، فإن متوسط ​​سترة صوف ميرينو يقطع 18000 ميل خلال دورة إنتاجه، من المواد الخام إلى المصنع إلى ورشة العمل والمتجر.