السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عالم الموضة في 2021.. استدامة ونعومة وحنين للماضي

الكثير من التغيّرات شهدها عالم الموضة والأزياء في 2021، خاصة أن هذه السنة استثنائية ومميزة، بعد أن مررنا بفترة عصيبة للانغلاق التام بسبب أزمة كورونا في 2020، حيث تغيّرت الكثير من الأفكار وتأثرت كل الصناعات على مستوى العالم.

لكن يبقى السؤال ماذا حدث للصيحات بعالم الموضة؟ والمفاهيم التي تغيّرت في 2021؟ وتوقعات العام الجديد؟

الأزياء المستدامة

تهيمن الاستدامة أكثر من أي وقت مضى على أولويات المستهلك وأجندة الموضة، حيث أصبح المستهلكون يرغبون في معرفة من أين تأتي المواد، وكيف تُصنع المنتجات، وما إذا كان الأشخاص في الصناعة يُعاملون بإنصاف، واستجابة لذلك، تعمل الكثير من الشركات على توسيع تشكيلاتها المستدامة وتعمل على تعزيز استدامة سلاسل التوريد الخاصة بها، بحسب تحليل مؤشر الموضة لدى شركة ماكنيزي.

وكان من بين أبرز بيوت الأزياء التي اتبعت هذا الأسلوب بشكل كبير هذا العام هي دار غابريلا هيرست التي تم تعينها أيضاً مديرة لدار كلوي، والتي حرصت من أوّل مجموعة لها للعلامة الفرنسية الشهيرة أن تعتمد الأسلوب المستدام حيث حرصت على أن تكون حوالي 50% من تصاميمها مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، وبرز ذلك بمجموعات هذا الموسم.



وكذلك تعتبر ستيلا مكارتني من بيوت الأزياء التي تتبع هذا النهج حيث اعتمدت على 77% من المواد المستدامة وتقنيات إعادة التدوير المتطورة والتقنيات النباتية بمجموعتها لشتاء وخريف 2021، إضافة إلى دار غوتشي التي تسعى إلى أن تصبح حوالي 95% من تصاميمها مصنوعة بالطريقة المستدامة مع مطلع 2022، بينما تسعى دار فيندي إلى استخدام أحدث تقنيات الإنتاج التي تعمل على تقليل الضرر الذي يلحق بالبيئة وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تُنتج خلال صناعة الملابس، كما أنه قد تم ذكر ذلك على موقعهم الخاص بشكل واضح.

الابتعاد عن استخدام الفرو الحقيقي «بشكل نهائي»



من قبل جائحة كورونا، ابتعدت الكثير من بيوت الأزياء مثل: غوتشي وبربري لاعتماد الفرو الحقيقي بأزيائها، وذلك من أجل دعم حقوق الحيوان، كما أعلنت منظمة أسبوع الموضة في لندن بوقت سابق لها في 2018 أن التصاميم سوف تصبح خالية تماماً من فرو الحيوانات الحقيقي.

وبعد الاتجاه الواضح نحو حماية البيئة والطبيعة والحيوانات، واهتمام ووعي الجمهور بمثل هذه الأمور بعد أزمة كورونا، توّسعت بيوت الأزياء العالمية في نشر تحذير استخدام فراء الحيوانات، مثل دار آرماني التي تعهدت بالامتناع عن استخدام صوف الأنغورا بتصاميمها، في حين أن الدار قد أعلنت عام 2016 عن التخلي عن أي شكل من أشكال فراء الحيوانات في مجموعاتها.



كذلك أعلنت شركة كيرنغ الفرنسية للأزياء، في سبتمبر الماضي 2021، عن تخليها عن استخدام فراء الحيوانات بشكل نهائي، وذلك بداية من مجموعاتها لمواسم خريف 2022، وقد أشارت إلى أن هذا القرار الحاسم جاء نتيجة رغبة الشركة في مواكبة التغيّرات التي تحدث بالعالم والتي لا بد من التكيّف معها.

والجدير بالذكر أن شركة كيرنغ تضم بيوت أزياء مثل: بالنسياغا وبوتيغا فينيتا و أليكسندر ماكوين وسان لوران، التي كان غالبيتها يمتنع عن استخدام فراء الحيوانات بشكل تدريجي، إلا أن قرار الشركة قد أغلق الأبواب بشكل نهائي لتحذير اعتماد الفرو، حتى في حالة تغيّر المديرين الإبداعيين لبيوت الأزياء، بحسب رويترز.

الحنين للأزياء من حقب قديمة وتطوير الموديلات لجيل Z



أصبح هناك رغبة غريبة من الجمهور تتجه نحو اعتماد الأزياء والتصاميم المستوحاة من حقب قديمة، فربما فترة الحجر المنزلي جعلت الأشخاص يفتشون أكثر في خزانات أجدادهم وأمهاتهم، ولهذا كان هناك تنوّع كبير بأسابيع الموضة لتصاميم مستوحاة من حقب زمنية مختلفة على غرار فترة الأربعينيات والخمسينيات والتسعينيات.

ومن المتوقع أن يزيد الطلب على تلك التصاميم في 2022، بحسب ما أوضحته مجلة فوغ، خاصة تلك الموديلات التي تعتمد على الدينم بشكل كامل، أو مع رسومات جلود الحيوانات التي تعبّر عن القوة والاختلاف، والتي يتم إعادة ابتكارها لكي تناسب جيل Z، والتطور الرقمي الذي نشهده.

التركيز على الفنون والحرف اليدوية



ربما جاء إبراز الفنون والحرف اليدوية بعالم صناعة الأزياء متزامناً مع الأسلوب المستدام، من أجل تسليط الضوء على الجنود المجهولين وراء هذه الصناعة، فعلى سبيل المثال أطلقت المديرة الإبداعية لدار كلوي، غابريلا هيرسيت، فكرة كلوي كرافت Chloé Craft، وهو عبارة عن خط أزياء من القطع الفريدة المصنوعة يدوياً.





إضافة إلى ذلك، كانت مجموعة Métiers D'art 2022 من شانيل في سبتمبر 2021، بمثابة تكريم للحرفيين، حيث تم إطلاق المجموعة من ورشة شانيل الخاصة بأعمال الحرفيين الذين يقومون بتصنيع القبعات والقفازات، وغيرها من القطع المميزة للدار.

والجدير بالذكر أنه هناك الكثير من بيوت الأزياء المتخصصة بصناعة الأحذية والحقائب تركز على تلك الفكرة منذ سنوات مثل Proenza Schouler، Altuzarra.

لمسات من التصاميم اللامعة



رغم أن البحث عن التصاميم المريحة والعملية أصبح له الأولوية، إلا أنه لا يمكن الاستغناء نهائياً عن التصاميم اللامعة والمبهجة، وهو أمر أدركته جيداً بيوت الأزياء، حيث لاحظنا وجود بعض ألوان الميتالك، وتصاميم الشراشيب المتدلية بالمجموعات ضمن الأزياء الرياضية، إيماناً منهم بأن الأشخاص لن يكتفوا بالملابس العملية وحدها، ولا بد من لمسة مُبهجة تزين إطلالتهم في بعض المناسبات، ومن المتوقع أن يكون هناك حفاظاً على تلك الصيحة رغم هيمنة الملابس المريحة على الصناعة.