الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

توقعات لمبيعات تصل إلى 32 مليار دولار: سوق الساعات المستعملة يتفوق على الجديدة

تطور كبير يشهده سوق الساعات المستعملة في السنوات القليلة الماضية، إذ أصبحت تحظى بالتقدير الكافي من قبل العملاء، وأحياناً يتطور الأمر لتتفوق على سوق الساعات الجديدة، وربما خير دليل على ذلك تهافت محبي الساعات على المزادات المختلفة لشراء ساعات بإصدارات قديمة كانت مملوكة لأشخاص من قبل، والإقبال المتزايد على المتاجر والشركات الناشئة التي تبيع هذا النوع من الساعات، بحسب فوغ بيزنيس.

بداية سوق الساعات المستعملة في 2014



البداية كانت عندما بدأ Silas Walton سيلاس والتون زيارة صانعي الساعات الفاخرة المستقلين في الجبال السويسرية قبل عقد من الزمان، وشعر بالحيرة عندما اكتشف أن الساعات المستعملة النادرة مثل: تصاميم فيليب دوفور المصقولة يدوياً لا تحظى بالتقدير الكافي، ومن هنا جاءت فكرته لإطلاق مشروعه الخاص A Collected Man في عام 2014، حيث أنشأ شركة متخصصة مزدهرة بمبيعات تجاوزت 21 مليون جنيه استرليني العام الماضي.

نمو بشكل أسرع من قطاعات الساعات الجديدة

وينمو سوق الساعات المستعملة بوتيرة أسرع من قطاع الساعات الجديدة، ووجود العديد من المنصات والشركات الناشئة في هذا السوق، حيث يقول ريجنالد براك، مستشار الساعات والرفاهية، الذي عمل في NPD وChristie’s وStockX: "عندما نرى منصات جديدة تظهر فأعتقد أنها مفيدة للجميع، فكلما زادت المنافسة، زادت الشفافية والأسعار الأكثر عدلاً بشكل عام، وهذا هو التحدي الذي يواجه هذه الشركات الناشئة من أجل بناء ثقة المستهلك لعمليات المصادقة والتسعير".



توقعات ماكينزي لمبيعات تصل إلى 32 مليار دولار في سوق الساعات المستعملة



وتتوقع شركة ماكينزي McKinsey المتخصصة في الاستشارات الإدارية للمنظمات والحكومات، نمواً سنوياً في سوق الساعات المملوكة مسبقاً بنسبة 8-10% من 2019 إلى 2025، حيث تصل المبيعات إلى ما بين 29 مليار دولار و32 مليار دولار.

وبالمقارنة، فإن سوق الساعات الجديد سينمو بوتيرة سنوية تُراوح بين 1-3% خلال نفس الفترة (مع مبيعات متوقعة تُراوح بين 52 مليار دولار و59 مليار دولار).

الماركات الفاخرة لم تنشئ منصات إعادة البيع الخاصة به بعد

ومع ذلك ما زال هناك العديد من ماركات الساعات الرائدة، بما في ذلك Rolex وPatek Philippe وJaeger-LeCoultre المملوكة لشركة Richemont وGirard Perregaux، لم تنشئ بعد منصات إعادة البيع الخاصة بها.

بينما هناك تحركات أخرى تتوغل أكثر في سوق الساعات المستعملة. على سبيل المثال فقد استحوذت شركة Richemont، مالك Cartier وIWC، على Watchfinder المتخصصة في بيع الساعات المستعملة في عام 2018، بينما اشترت شركة LVMH المالكة لشركة Tag Heuer حصة في منصة الساعات Hodinkee في عام 2020.

كما استقطب سوق الساعات المستعملة عبر الإنترنت Chrono24 شركة Aglaé Ventures المدعومة من LVMH في جولة التمويل لعام 2021 التي قدرت الشركة بأكثر من مليار دولار.

المستهلكون الأصغر سناً هم الأكثر طلباً

وفقاً لكلوديا داربيزيو، الرئيس العالمي للأزياء والرفاهية في شركة Bain الاستشارية، فإن نمو السوق مدفوع جزئياً بالطلب من المستهلكين الأصغر سناً على القطع المميزة المستعملة.

تعاون الشركات الناشئة مع العلامات الفاخرة

وبالنسبة للشركات الناشئة، يعد بناء تلك العلاقة الوثيقة مع عدد من العلامات التجارية أمراً بالغ الأهمية، ففي النهاية، يجب على كل علامة تجارية للساعات أن تلعب دوراً في «إعادة البيع»، لأنه بالنهاية يرغب الجميع في التحكم بأسعار الساعات الجديدة وقيمتها، خاصة وأن الساعات المستعملة تنمو بشكل أسرع وتشكل نسبة ذات مغزى من السوق، بحسب ما أوضحته أنيتا بالتشانداني، الشريك الأول في شركة الاستشارات McKinsey.



وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تطور السوق

تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على ربط الشركات الناشئة بالمستهلكين الجدد، حيث يؤكد خبراء السوق أنه يستطيع الكثير من مستهلكي الرفاهية الطموحين اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على مزيد من المعلومات الموجهة إليهم يومياً، ليس فقط من العلامات التجارية، ولكن من المستهلكين الآخرين، ما يساعد الصناعة على التطور والوصول لأكبر عدد من العملاء.

كما أدى التركيز على الموارد التعليمية التي توضح بالتفصيل تاريخ صانعي الساعات من FP Journe إلى Cartier وخاصيات الرسائل والشات على Instagram، إلى زيادة شعبية هذا السوق، والميزة الأكبر هو استقطاب الشباب بين سن 35-45 عاماً.

وتستخدم العلامات التجارية أيضاً Instagram للإعلان عن الساعات النادرة التي تبيعها بمزادها الرقمي، على سبيل المثال تضمن أحد المزادات الأخيرة إصداراً محدوداً من Bulgari Octo Finissimo وCartier Tank Monopoussoir.

ومثال آخر، لا ينفق John Pietrasz وFederico Iossa، مؤسسا شركة Delray Watch للساعات المستعملة على التسويق التقليدي، ويفضلون جذب الزيارات عبر قنواتهم الفردية على YouTube.

ومع ذلك، فإن المشترين الفعليين لساعاتهم الأعلى سعراً يأتون من فئة عمرية أكبر.

ومع كل التوقعات بالنجاح لسوق الساعات المستعملة، ينصح خبراء السوق بضرورة اتباع منهج الشفافية والمصداقية من قبل الشركات الناشئة، من أجل استقطاب عدد أكبر من العملاء، وتحقيق أهداف كل شركة.