عملية شد الجفون من أهم وأشهر عمليات التجميل في الفترة الأخيرة، والتي أخذت صدى واسعاً بين النساء وحتى الشابات، للتخلص من آثار فقدان الوزن، أو التقدم بالسن.
وترجع أسباب شهرة عملية تجميل الجفون، لأن منطقة العينين تعتبر مركز الاهتمام في الوجه، وبالتالي حدوث أي تغير بتلك المنطقة يكون ملحوظاً بشكل واضح، ولافتاً لأنظار
الآخرين، بالإضافة إلى أن الجفون هي أول المناطق التي تظهر عليها علامات تقدم السن والشيخوخة في الوجه، نتيجة الارتخاء الذي يحدث تحديداً في الجفن العلوي. وفي هذا الصدد
يتحدث الدكتور ميسرة يحيى الأحمدي أخصائي جراحة التجميل لـ«الرؤية»، عن كل ما يتعلق بتجميل الجفون، وأهميتها، ومخاطر تلك العملية، وآثارها الجانبية، وغيرها من الأمور المهمة في التالي:
أوضح الدكتور ميسرة الأحمدي، أن عملية تجميل الجفون تنقسم إلى جزأين؛ تجميل الجفون العلوية، وتجميل الجفون السفلية، ولكل منها أسبابها الخاصة.
أسباب تجميل الجفون العلوية:
هناك بعض الأسباب التي تستدعي تدخلاً جراحياً سريعاً، والتي يضعها أطباء التجميل في الأولوية، وعادة ما تكون عند كبار السن، بسبب ترهل الجزء العلوي للجفون، أو ارتخاء بشكل كامل للجفن، بمعنى خروج مجموعة من الدهون من الجفن العلوي، وبالتالي تحجب الرؤية عن المريض، وفي تلك الحالة تكون عملية تجميل الجفون بغرض طبي في المقام الأول، بسبب عدم قدرة المريض على ممارسة حياته بشكل طبيعي إذ تحجب الرؤية عن المريض.
أسباب وراثية، على سبيل المثال دول شرق آسيا، والتي تكثر فيها هذا النوع من العمليات، بسبب الجينات الوراثية، التي تتمثل في ارتخاء عضلات الجفون بطبيعتها عن الأشخاص الآخرين، وفي هذه الحالة لا يتعلق الأمر فقط بتقدم العمر.
أسباب تجميل الجفن السفلي
مع التقدم بالسن، تؤثر الجاذبية على الوجه بشكل عام إذ تقوم بسحب الأكياس Under Eye Bags الموجودة بالجفن السفلي إلى الأسفل، ولا تستطيع تلك الأكياس مقاومة الجاذبية بسبب ذوبان أو قلة نسبة الكولاجين الموجودة في الجسم مع التقدم في العمر أيضاً، وبالتالي تعتمد عملية شد الجفن السفلي، على إزالة تلك الأكياس، للحصول على مظهر صحي وأصغر سناً، لأن تلك العملية عادة ما تكون للأشخاص الأكبر في العمر.
ولكن في بعض الحالات، تكون تلك العملية في مرحلة عمرية متقدمة، والتي يكون لها أسباب وراثية، تتعلق بوجود تلك الأكياس Under Eye Bags منذ الصغر لأسباب جينية، ويلجؤون لإزالتها في سن الشباب.
حساسية عملية شد الجفون
أشار الدكتور ميسرة الأحمدي، إلى أن تلك العملية تكون في منتهى الحساسية، ولهذا يجب أن يتم تقييم ما قبل العملية وتحديد المشكلة، والإجراء الذي سيتم اتخاذه، وكذلك يجب أن يمتلك الجراح نظرة غاية في الدقة لكي يعرف الطريقة المُثلى للتعامل مع الجفون، وكمية الدهون التي سيحتاج لإزالتها، للحصول على الشكل النهائي المثالي.
كيف تتم عملية تجميل الجفون؟ والهدف منها؟
عملية شد الجفون العلوية، عادة ما تتم تحت مخدر موضعي، وأحياناً قد يحتاج الأمر إلى مخدر كلي، حسب رؤية الجراح، ففي بعض الأحيان يكون المخدر الكلي هو الأفضل، حتى لا يتحرك المريض أثناء العملية، بينما المخدر الموضعي مع إعطاء مهدئ للمريض في بعض الأحيان يكون حلاً أفضل.
والهدف الأساسي من تلك العملية، هو إزالة الجزء الزائد من الجلد، واستئصال الدهون الزائدة الموجودة تحت الجلد، مع غلق الجرح بطريقة تجميلية، والنتيجة تكون جفناً مشدوداً وشكله أقرب للطبيعي، وأكثر حيوية، ويكون شكل الجرح يكاد يكون غير ملحوظ، بحيث يكون أثر الجرح على المنطقة الخاصة بثنيات العين، ولهذا تكون غير مرئية.
أما عملية الجفون السفلية، فيتم فيها استئصال الجلد والدهون تحت الجلد، مع شد الجلد بطريقة معينة تسمى skin flap، ويكون أثر الجرح على الخط تحت الرموش بشكل مخفي، حتى لا يترك سوى آثار بسيطة جداً.
فترة النقاهة بعد العملية
تُراوح فترة النقاهة بعد العملية من نحو 3 أسابيع إلى شهر، ربما يحدث فيها بعض التورم للمنطقة حول العين، مع ظهور بعض الكدمات وهو أمر طبيعي، ستختفي مع الوقت وتناول الأدوية.
ويتم فك الغرز بعد نحو 5 أيام لأسبوع، وفي الغالب يتم عمل هذا النوع من العملية بغرز غير قابلة للفك (غرز سحرية)، تذوب مع التئام الجلد، دون ترك أثر مكانها.
أما عن أثر الجرح، والذي يكون بارزاً بشكل بسيط تحديداً في الجفن العلوي، فتساعد كريمات إزالة آثار الجروح على إخفاء تلك الندبة قدر الإمكان.
لهذا السبب تلك العملية شائعة عند السيدات أكثر من الرجال
يمكن للسيدات إخفاء ندبات أو آثار تلك العملية تماماً بوضع المكياج، على عكس الرجل، رغم أنه كما ذكرنا يكون في بعض الأحيان الغرض منها طبياً عندما تعيق الرؤية أو القراءة.
نتائج عملية الجفون
أكد الدكتور ميسرة يحيى الأحمدي، أن عملية تجميل الجفون تدوم طوال العمر، ولا تحتاج إلى متابعة دائمة عليها مثل بعض عمليات التجميل الأخرى، وإذا تمت بالطريقة الصحيحة يعود الجفن إلى شكله الطبيعي.
وسائل تجميل أخرى لشد الجفون (غير جراحية)
تتم تلك العملية في سن أصغر بين الشباب في عمر الثلاثين والأربعين، وتعتمد على أجهزة الموجات فوق الصوتية، والتي تعمل على شد الجلد، وتعمل على تحسين الترهلات الضعيفة والمتوسطة في منطقة حول العينين.
كذلك هناك بعض الأشخاص لديهم منطقة تحت العينين tear trough فارغة، ما يمنح إحساساً بأن تلك المنطقة داكنة عن باقي لون الجلد، يمكن حلها باعتماد تقنية الـfiller وهي الأنسب دون التدخل الجراحي، على عكس الأكياس تحت الجفون التي لا تناسبها تقنية الـfiller، وتحتاج إلى التدخل الجراحي.
علاجات أخرى بطريقة البلازما دون تدخل جراحي
حديثاً، توجد أيضاً أنواع أخرى من العلاجات لا تحتاج لتدخل جراحي، تسمى Microneedling of upper and lower eyelids، وهي عبارة عن نوع من أنواع البلازما، لمجموعة إبر يتم وخزها في منطقة حول العينين، وأخذ نسبة من دم المريض (حوالي 10 إلى 20 سنتيمتراً)، ليتم وضعها بعد ذلك في جهاز طرد مركزي، ليتم فصل الخلايا عن البلازما، ثم يتم عمل ماسك من تلك البلازما، ووضعها على الفتحات التي تم وخزها بالإبر، ليمتصها الجلد، من أجل الحصول على نضارة البشرة وشد الجفون، ولتحسين نضارة الوجه بشكل عام، ويمكن اعتماد تلك العملية مرة كل شهر على مدار 6 أشهر، للحصول على نتيجة مرغوبة.
العلاقة بين تجميل الجفون وشد ورفع الحواجب
أوضح الدكتور ميسرة يحيى الأحمدي أن جزءاً من شيخوخة الوجه يرتبط أيضاً بمنطقة الحواجب مثلما يرتبط بمنطقة الجفون، إذ تبدأ تلك المنطقة بالهبوط لأسفل نتيجة الشيخوخة، وعملية رفع الحاجب تعمل على تحسين منطقة الجفن العلوي.
ولهذا يقوم بعض الأشخاص بهذا التكنيك للحصول على شكل Fox Eye، إذ تأخذ العينان شكلاً أكثر جمالاً، ويفضل بعض الأشخاص القيام بتلك التقنية قبل شد الجفون لحين الحصول على نتيجة، ربما بعدها لن تحتاج لشد الجفون، وذلك في الحالات البسيطة.