السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

سيرغي حاروش الحائز على جائزة نوبل الفيزياء:أنا متشائم بشأن المستقبل.. والبشرية تحمـل داخلها «بذور الفناء»

«المستقبل قاتم».. بتلك العبارة الصادمة يبدأ الحائز على جائزة نوبل للفيزياء، العالم الفرنسي سيرغي حاروش، عام 2012، حديثه مع «الرؤية» عن مستقبل كوكب الأرض. ويرى الرجل أنه لا سبيل لإنقاذ البشرية عبر استيطان كوكب آخر، فأقرب النجوم التي يُمكن أن تحوي نظاماً كوكبياً يدعم الحياة، تقع على بعد 4.5 سنة ضوئية. كما يرى أن خطط استعمار كوكب المريخ ستبوء بالفشل، وأن التكنولوجيات الحالية «ليست قادرة على الوصول للمسافات الشاسعة». كما يؤكد أنه «يكاد يرى بعينيه الصراع على الموارد بسبب الانفجار السكاني»، الذي يصفه بأنه «الأداة المُثلى للقضاء على الوجود البشري في المستقبل القريب».

في هذا الحوار؛ يتحدث حاروش عن رؤيته لمستقبل أجهزة الكمبيوتر الكمية، والكيفية التي ستتغير بها الحياة خلال القرن الحالي، والطريقة التي يتخيلها للتعامل البشري مع تلك التغيرات.


• باعتبارك أحد أبرز علماء الفيزياء في العالم وحاصل على جائزة نوبل.. كيف يمكنك أن تصف لنا المستقبل؟


في البداية يجب أن أؤكد أن الصور الواقعية عن المستقبل لا يُمكن أن تتوفر لدى أي إنسان. فكل التنبؤات أو التأملات الخاصة بالمستقبل لا يُمكن الاعتماد عليها بشكلٍ كامل للأسف. العلم لا يتنبأ، بل يؤسس معرفة يُمكن البناء عليها، ولكن قدرتنا على التعلم من الخبرات المتراكمة والانتباه لما يجري في الحاضر يُمكن أن تُعطي بعض المرونة التي تجعلنا نتوقع ما يُمكن أن نشاهده في المستقبل القريب.


وفي هذا الإطار، فإن لدي العديد من القضايا التي أرغب في أن أشاركها مع القارئ. منها رؤيتي الخاصة مثلاً بمستقبل كوكب الأرض خاصة مع الضغوط الشديدة على الموارد الطبيعية المتوافرة إلى حد ما في الطبيعة.

للأسف الشديد، تقترب البشرية الآن من حاجز ثمانية مليارات إنسان. وهو رقم مُفزع وخطير، أكاد أرى بعيني الصراع الدائر حول الموارد، والحروب التي ستنشأ جراء شح تلك الموارد والصراع عليها.

وبناءً على المعطيات الحالية، فإن مخاوفي العظمى أن يفنى الوجود البشري بسبب الوجود البشري نفسه، فتزايد الأعداد يصل إلى درجة مخيفة، وسأكون صريحاً معك.. أنا متشائم بشأن المستقبل، ولا أرى في الوقت الحالي أن هناك حلاً لتلك المشكلة العويصة، مشكلة الانفجار السكاني الذي يقضي على موارد الأرض المحدودة، والذي سيقودنا إلى الاندثار. وأتوقع أن هذا الانفجار سيكون الأداة المُثلى للقضاء على الوجود البشري، وهذا ليس بعد فترة طويلة، بل يمكنني القول إن هذا سوف يحدث في المستقبل القريب.

• هذا طرح غريب للغاية.. فحتى الحروب تخلف دائماً ناجين.. كيف يُمكن أن يقود الانفجار السكاني إلى اندثار نوعنا من كوكب الأرض؟

أرى أن أكبر مخاطر انقراض الإنسان يُمكن أن تأتي من أنشطتنا الحالية، تمكن البشر عبر آلاف السنوات من مواجهة التغييرات المناخية الحادة، وتأثيرات سقوط النيازك واندلاع البراكين والزلازل العنيفة.. وعلى طول التاريخ أثبت الإنسان أنه يستطيع مواجهة غضب الطبيعة، لكن البشر لن يستطيعوا في المستقبل مواجهة أنفسهم وتأثيرهم المدمر على الكوكب.

• إذن أنت تتحدث عن انقراض الجنس البشري؟

للأسف، فإن عوامل فناء نوعنا البشري تكمن في داخلنا نحن. فنشاطنا الإنساني وتطورنا يقترن بابتكار أنظمة جديدة تحمل في داخلها مخاطر عدة من شأنها استئصال نوعنا البشري من فوق سطح الكوكب أصلاً.

يُمكننا النظر إلى تطور تقنيات التكنولوجيا الحيوية والتي قد تجعل من الممكن جداً تصميم فيروسات جديدة قادرة على الانتشار كالنار في الهشيم في نوعنا البشري. فوباء واحد مثل الإنفلونزا الإسبانية الذي ضرب مناطق عديدة من العالم في 1918 خلف أكثر من 100 مليون قتيل ومصاب، فكيف الحال إذا ما تمكن شخص ما من تصميم فيروس جديد وفقد السيطرة عليه؟.. أو استخدمته دولته في حروبها على الموارد الطبيعية في أي وقت من الأوقات!

دعنا ننظر أيضاً إلى التطور المهول في تكنولوجيات النانو، التي يُمكن أن تيسر ابتكار أسلحة فتاكة تُبيد مجموعات هائلة من البشر في غمضة عين. دعك من المستقبل، انظر إلى الحاضر، في عالم يقوده مجانين لن يتورعوا عن استخدام أكثر من 7000 رأس نووي مُخزن في منظومات الأسلحة الدولية، تخيل نشوب حرب نووية.. إذا ما اندلعت تلك الحروب سيفنى العالم كله في سنوات قليلة.

• لكن هناك خطط طموحة للغاية لاستيطان كواكب أخرى.. أعتقد أن عملية توطين البشر في الفضاء يُمكن أن تُخفف من الضغط على الموارد الطبيعية.. هل تعتقد أن ذلك الأمر قد يُشكل حائط صد يحول بيننا نحن البشر وبين الفناء؟

لا يُمكنني تصور تلك الاحتمالية على الإطلاق، نحن لا نستطيع استيطان بعض الأماكن على كوكبنا، لا يُمكننا العيش في القارة القطبية ولا في الأماكن الصحراوية القاحلة، فكيف بالعيش على كوكب المريخ الذي لا يمتلك أدنى مقومات الحياة؟

هذه خيالات وأوهام، وبناء على المعطيات الحالية، لا يُمكنني توقع احتمالية نجاح الإنسان في بناء مستعمرات تستوعب العدد الكافي من البشر لتخفيف الضغط على الموارد المتهالكة بالفعل. أعتقد أن المستقبل هنا على سطح الأرض، ويجب علينا إيجاد الطرق اللازمة لصياغة عقد بين البشر أجمعين.. ينص على ضرورة استهلاك الموارد بحذر، مع سن سياسات صارمة للحد من أعداد السكان. فنحن نعيش على كوكب استنزفنا الكثير من موارده، وما زلنا نصر على تلويثه وتدميره حتى يكاد ينتهي.

• إذا كان المريخ لا يمتلك مقومات للحياة.. فهناك ملايين النجوم التي قد تحوي نظماً كوكبية صالحة للعيش؟

بالفعل هناك الملايين من النجوم، وقد يحوي أحدها كوكباً ما يصلح للعيش هذا صحيح من الناحية العلمية بالفعل. لكن دعنا نفترض وجود كوكب يصلح للبشر، ضغطه مثالي ويموج على سطحه البحار، وجوُّه مشبع بالغازات التي تُعيننا على الحياة. لكن يجب أن نسأل أنفسنا: أين يمكن أن نجد مثل هذا الكوكب؟ فأقرب النجوم إلينا على بعد نحو 4.5 سنة ضوئية. ولا توجد أي تكنولوجيات حالية يُمكن أن تساعدنا على الوصول لذلك النجم في الوقت المناسب. من المستحيل بأي شكل من الأشكال أن تصل مركبة ما إلى سرعة الضوء، هذا ضد الفيزياء، وحتى مع مضاعفة السرعة الحالية نحتاج مئات السنوات للوصول إلى أقرب النجوم إلينا.. وهذا شيء غير واقعي بكل تأكيد.

لنكن واضحين، لدينا هذا الكوكب فقط، وهو فرصتنا الوحيدة لمواجهة الفناء، وما نفعله الآن على الأرض شيء مدمر بالفعل، وليس معقولاً أن نخرب حياتنا بهذا الشكل ونضغط على موارد الكوكب المتناقصة بهذا الشكل، ونلوث كل شيء، ثم نفكر في الهرب من أفعالنا نحو الفضاء، ونحن لا نملك المعرفة الكافية، ولا التكنولوجيا اللازمة لنصل إلى هذا البعد.

• إذا ما طُلب منك وصف المستقبل بكلمة واحدة.. ماذا ستكون تلك الكلمة؟

قاتم.. قاتم للغاية.

• وهل يُمكن أن تتحسن تلك القتامة لو أجرينا تعديلات ما على واقعنا؟

إذا ما توافرت الإرادة اللازمة لحل المشكلة السكانية.. وإذا ما اتفق قادة العالم على وقف التسليح.. وإذا ما نجح البشر في السيطرة على شهوات استنزاف الموارد، وقتها فقط يُمكن أن يكون ربما هناك أمل في النجاة من الفناء.

• حصلت على جائزة نوبل لجهودك في ابتكار طُرق تجريبية لقياس الأنظمة الكمية المفردة.. فماذا يعني ذلك الأمر؟

يعني أنني استخدمت الفوتونات ـ المكونات الأساسية للضوء - لدراسة الجزيئات الكمية. استخدمت في تجربتي المرايا لاحتجاز تلك الفوتونات ومراقبتها لاكتشاف الخواص الكمية للضوء.

هناك حالتان ألقيت الضوء عليهما من خلال أبحاثي، الحالة الأولى هي حالة التشابكات الكمية المعقدة؛ والتي تدرس القوى المؤثرة على جسم ما ويتأثر بها جسم آخر غير مرتبط بالجسم الأول. أما الحالة الثانية فهي حالة التراكبات الكمية والتي تبدو فيها الجسيمات في مكانين مختلفين في آن واحد.

• وكيف سيسهم ذلك في مستقبل العلوم؟

يفتح ذلك المجال طُرقاً جديدة لتطبيقات غير محدودة، منها معالجة الذرات المفردة ما يقودنا لابتكار الكمبيوتر الكمي، وأيضاً يُمكن استخدام النُظم التي أرسيتها لتبريد المواد لدرجة حرارة فائقة الانخفاض بشكل لا يُصدق، أو صناعة أجهزة لاستكشاف الظواهر فائقة السرعة كالبرق. وصولاً إلى استكشاف ظواهر علمية جديدة وتفسيرها.

لدى فيزياء الكم بشكل عام قدرة هائلة على استكشاف تفاصيل غير مرئية، ووضع نظريات لا تخطر على البال، هذا الحقل مليء بالمفاجآت التي ستتوالي في السنوات المقبلة.

• أين كنت حين عرفت خبر الفوز.. وكيف استقبلت الخبر؟

كنت أسير مع زوجتي في الشارع. رن هاتفي فتلقيت المكالمة التي يأمل أن يتلقاها كل عالم على وجه الأرض. لمحت الكود 0046 الخاص بالسويد، كنت أعلم أن الجائزة ستمنح اليوم، لكنني لم أكن أتوقع أنها يُمكن أن تكون من نصيبي. شعرت بالدهشة الشديدة لفوزي بالجائزة، تسارعت دقات قلبي، وقلت لزوجتي ضاحكاً أتمنى ألا تفاجئني أزمة قلبية، فنوبل لا تُعطى سوى للأحياء.

• وكم من الوقت استغرقت الأبحاث التي قادتك للحصول على الجائزة؟

تقريبًا 20 عاماً، قمت خلالها بدراسة الأساس النظري للفيزياء الكمية، ثم بنيت الجهاز اللازم لاصطياد الفوتونات وحجزها لدراستها دون تدميرها. كان مشروع حياتي، عاونني خلاله مئات من الطلبة والباحثين وحتى العامة من جميع أنحاء أوروبا.

• أفهم أنك حصلت على الدعم من الطلبة والباحثين.. لكن كيف ساعدك العامة من الناس؟

دفعوا الضرائب ومولوا أبحاثي، هذه مساعدة جليلة وأنا أحترمها جداً.

• وهل تتوقع من العامة أن يفهموا طبيعة عملك ويقدروه؟

الحقيقة أن مَعملي حصل على تبرعات هائلة عقب فوزي بنوبل. عامة الناس كالعلماء، أذكياء وشغوفون ومستعدون لتمويل مستقبل أبنائهم، ذلك المستقبل الذي يعتمد بشكل أساسي على ما يفعله الباحثون داخل جدران معاملهم.

• بالحديث عن التمويل.. هل تجد أن تمويل البحث العلمي كافٍ؟

بالطبع لا.. ولن يكون كافياً إلا حين نستغني أولاً عن تمويل الحروب، وصناعة السلاح.

• قالت لجنة نوبل إن أبحاثك سوف تستخدم في المستقبل لبناء أجهزة كمبيوتر فائقة السرعة.. كيف يمكن لهذا أن يحدث؟

تُساعد أبحاثي على فهم فيزياء الكم بصورة أفضل. يتجه العالم الآن لصناعة الحواسيب الكمية، وهي حواسيب تختلف تماماً عن الكمبيوترات الحالية.

تعتمد تكنولوجيات تصنيع الأجهزة الحالية على انتقال الإلكترون من الحالة صفر إلى الحالة واحد. أما الحواسيب الكمية فتتحرك فيها الإلكترونات في جميع الحالات في آن واحد. دراسة ذلك الأمر بدقة سيساعد في صناعة كمبيوتر كمي بسرعات لا يُمكن تخيلها.

المعلومات التي كشفتها أبحاث الكم –ومن ضمنها أبحاثي- لن تُمكننا فقط من صناعة الحواسيب الكمية؛ بل ستساعد أيضاً على صناعة أجهزة دقيقة لقياس الوقت، أدق 100 مرة من ساعات السيزيوم المستخدمة حالياً.

• كيف تقضي وقتك بعيداً عن المعمل؟

أحب التاريخ، والفنون البصرية والمعارض، أحن إلى الماضي البعيد، حيث كانت الحياة أقل تعقيداً. أشعر بالفخر لانتمائي لأسرتي الصغيرة. زوجتي كلودين وأطفالنا. حافظت زوجتي على حياتنا بشكل متوازن. بين العلوم والفنون والعلوم الإنسانية. منذ بداية مسيرتي البحثية؛ سافرنا العديد من الوجهات، من مصر إلى جنوب أفريقيا، ومن المكسيك إلى الهند، وحتى ذهبنا معنا إلى جزر جالاباجوس. في كل رحلة كنا نُشاهد متحفاً، ونجمع قطعاً فنية، ونحتفظ بالذكريات السعيدة التي تُعطي فرصة الراحة لعقولنا المجهدة، وتساعدني على الاستمرار في ذلك الحقل الفريد المسمى بالفيزياء.. فيزياء الكم.

• سلكت طريق الفيزياء منذ البداية.. فهل تخبرنا كيف حدث ذلك؟

منذ الصغر.. أحببت العلوم والرياضيات، من الصعب تبرير سبب ذلك الحب أو الشغف. والحقيقة أن الحب أمر لا يستحق التبرير ولا يجب أن نُتعب أنفسنا في استكشاف سببه. كُنت في طور المراهقة حين سمعت لأول مرة عن رحلات استكشاف القمر. تسارعت دقات قلبي حين شاهدت على التلفاز مركبات الفضاء وهي تشق غلافنا الجوي وصولاً إلى القمر. قررت فهم الأمور المتعلقة بسير المركبات، بدأت بقوانين نيوتن، ثم أبحرت في علوم الرياضيات، وعرفت أنني في يوم ما سأصبح فيزيائياً.

وفي الجامعة؛ تعرفت لأول مرة على الليزر، فقررت دراسة الفيزياء الذرية اعتماداً على فهمي المتعلق بفيزياء الضوء.

• وُلدت في دولة عربية وعشت فيها طفولتك المبكرة.. كيف أثرت تلك الطفولة على مسيرتك الحياتية؟

عائلتي يهودية مغربية، ولدت في الدار البيضاء عام 1944. كان والداي يديران مدارس مُخصصة لنشر اللغة الفرنسية في المجتمعات اليهودية في بلدان الشمال الأفريقي. أحتفظ بذكريات عن نشأتي في تلك المدينة الجميلة ذات الطقس المتوسطي الدافئ. أكاد أشم وأنا أتحدث معك روائح نبات الكركدية الذي كنا نزرعه في حديقة المنزل، لطالما استحممت في مياه المحيط الأطلسي الباردة. أتذكر العواصف التي كانت تغطي منزلنا بالرمال، غزوات الجراد التي تجوب الحقول وتتركها قاحلة. عشت سنوات عمري الأولى بسعادة، طفلاً عادياً وسط مجتمع يعيش بتناغم مع جيرانه من مختلف الديانات. علمني والدي التسامح وحب الآخر. وهو الأمر الذي أكسبني سلاماً نفسياً، وطبيعة هادئة في التعامل مع كل الأمور. الحقيقة التي أراها بوضوح أن التسامح يجلب للمرء ليس الصفاء الروحي فحسب، ولكن الصفاء العقلي أيضاً، وهو الأمر الذي حفز قدرتي على التفكير والإبداع.

• ولماذا انتقلتم من المغرب العربي إلى فرنسا؟

كان خيار الانتقال خياراً ثقافياً بالأساس. تلقيت تعليمي المبكر أنا وأخواي «جويل وجيل» باللغة الفرنسية، وكان من الطبيعي أن تكون محطة العائلة القادمة هي باريس كي نكمل تعليمنا بالطريقة التي يرغب فيها والدانا. كانت سنوات باريس الأولى صعبة؛ فعوضاً عن الطقس الدافئ واجهنا الصقيع. وبدلاً من شمس المغرب المشرقة واجهنا الليالي الطويلة المظلمة. كانت حياتنا باهتة، فألوان باريس قاتمة مُقارنة بألوان المغرب الزاهية. كنت أحس بأنني غريب وسط زملائي في المدرسة، لكنني حصلت على البكالوريا بتقدير مرتفع، ما أهلني للالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة، كان والدي فخوراً للغاية بي، فتلك المدرسة لا يدخلها إلا نخبة الطلبة، وتعد الطريقة المثلي في فرنسا لتخريج أساتذة الجامعات.

• وكيف أثر التحاقك بتلك المدرسة الشهيرة على شخصيتك؟

التقيت في تلك المدرسة بمجموعة من المعلمين الاستثنائيين. تعلمت منهم أوصاف الذرة بطريقة شاعرية. وفيها تعرفت على مبادئ فيزياء الكم. غرس فينا المعلمون الشغف الصارم بالدقة، وعلمونا طريقة النظر بعمق للنظريات العلمية. في تلك المدرسة؛ زاد شغفي بعالم الكم الساحر، وعرفت أن قدري يُحتم عليّ دراسة ذلك الفرع الغريب من العلم.