الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الرياضة تحسّن وظيفة المادة الرمادية في الدماغ

الرياضة تحسّن وظيفة المادة الرمادية في الدماغ
قالت دراسة علمية جديدة إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تحسن من وظيفة المادة الرمادية الموجودة في الدماغ.

من المعروف أن ممارسة الرياضة كالمشي السريع والركض وركوب الدراجات تحسن من وظيفة القلب كما تفيد العضلات، لكن في المقابل، هل يمكن للرياضة أن تبطء من التغييرات المعرفية في دماغك، الناجمة عن الأمراض العصبية التنكسية أو حتى الشيخوخة؟

كان ذلك هو موضوع الدراسة المنشورة في دورية «مايوكلينك». والتي اكتشف من خلالها الباحثون دليلاً جديداً للعلاقة بين اللياقة البدنية وصحة الدماغ، خصوصاً في المادة الرمادية وحجم الدماغ الكلي، المناطق في الدماغ المرتبطة بالانحدار المعرفي والشيخوخة.


يتكون نسيج الدماغ من مادة رمادية (أو أجساد خلوية) وخيوط يطلق عليها المادة البيضاء، والتي تمتد من الخلايا. ويبدو أن حجم المادة الرمادية ترتبط بمهارات وقدرات معرفية عدة. وجد الباحثون أن الزيادة في ذروة معدل استهلاك الأكسجين ارتبطت بشكل وثيق بزيادة حجم المادة الرمادية.


وبحسب بيان صحافي صادر عن «مايوكلينك» وتلقت «الرؤية» نسخة منه، شارك في الدراسة 2013 شخصاً بالغاً من مجموعتين مستقلتين في شمال شرق ألمانيا، وخضع المشاركون للفحص في مراحل من 1997 حتى 2012.

اقترحت النتائج أن التمارين القلبية التنفسية قد تسهم في الحصول على صحة دماغ أفضل وتقليل انحسار المادة الرمادية، وهو أمر مشجع ويسهم في إضافة معرفة جديدة حول الفوائد المتعلقة بممارسة الرياضة.

يقول رونالد بيترسون، المؤلف الأول لتلك الدراسة، إن أهم ما تتضمنه الدراسة هو التأثير المقيس للتمارين الرياضية على البنية في الدماغ المرتبطة بالمعرفة بدلاً من الوظيفة الحركية. مستطرداً «هذا يوفر دليلاً غير مباشر على أن التمارين يمكن أن تؤثر إيجابياً في الوظيفة المعرفية إضافة إلى تأثيرها في الجسم.

وتتضمن الدراسة نقطة مهمة أخرى، وهي أن هذه النتائج قد تنطبق على البالغين، إذ يوجد دليل قوي على قيمة التمارين الرياضية في منتصف المرحلة العمرية، ولكن من المشجع معرفة أن هناك آثاراً إيجابية في الدماغ بمرحلة لاحقة من الحياة أيضاً.

اكتشاف الدراسة أن التمارين القلبية التنفسية مرتبطة بارتفاع حجم المادة الرمادية في مناطق الدماغ المعروفة سريرياً بأنها مرتبطة بالتغيرات المعرفية المصاحبة للشيخوخة، بما في ذلك تلك المرتبطة بمرض الزهايمر. وتوضح الدراسة أن هذه الارتباطات مثيرة للاهتمام، لكن تحذر من استنتاج أن ارتباطات اللياقة القلبية التنفسية يمكن أن تؤثر في مرض الزهايمر.

ويُعد ذلك دليلاً جديداً يُضاف إلى الأدلة الحالية ليظهر أن النشاط البدني واللياقة البدنية وسيلة وقائية ضد الانحدار المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر.

وتظهر البيانات الجديدة أن النشاط واللياقة البدنية مرتبطان بتحسن وظائف الأوعية الدموية في الدماغ، وهذه الدراسة مهمة لأن البيانات الحجمية تظهر التأثير في بنية الدماغ.

ويوصي الخبراء بممارسة التمارين الرياضية المتوسطة بشكل منتظم، أي نحو 150 دقيقة في الأسبوع.