الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

اكتشاف طريقة تعكس اتجاه الشيخوخة وتقاوم أمراضها

اكتشاف طريقة تعكس اتجاه الشيخوخة وتقاوم أمراضها

يمكن أن يسهم الالتهاب المزمن الناجم عن الشيخوخة والإجهاد وتلوث البيئة، في زيادة عدد الأمراض المدمرة، كالزهايمر والشلل الرعاش والسكري والسرطان.

لذا، فإن اكتشاف آليات الالتهابات الجزيئية قد يساهم في تطوير طرق جديدة لإيقاف أو حتى عكس الأمراض التي يسببها.

وحدد العلماء في جامعة كاليفورنيا آلية جديدة تتحكم في الجهاز المناعي المسؤول عن التسبب في الالتهابات المزمنة بالجسم. وهو أمر قد ينجم عنه عكس تأثيرات الشيخوخة وآثارها وما ينجم عنها من أمراض.

ففي الدراسة المنشورة في دورية Cell Metabolism أظهر العلماء أن إزالة جزء صغير من المادة الجزيئية لمجموعة ضخمة من البروتينات المناعية المسببة للالتهاب يمكن أن يساهم في منع حدوث تلك الالتهابات.

يفرز جهازنا المناعي مجموعة من البروتينات التي تسمى NLRP3 وهي مسؤولة عن استشعار التهديدات المحتملة في الجسم وإطلاق الآليات الالتهابية لمحاربة تلك التهديدات. فعلى سبيل المثال، حين نصاب بجرح ما تقوم تلك البروتينات بالتوجه إلى مكان الجرح، وإطلاق الاستجابة المناعية، في صورة التهاب، يمنع البكتيريا من التكاثر في ذلك المكان.

إذن، فالالتهاب وسيلة من وسائل الجهاز المناعي لمهاجمة الأجسام الغريبة. إلا أن فرط الاستجابة المناعية، يمكن أن ينجم عنه العديد من الأمراض.

ففي حالة التهاب المفاصل الروماتويدي أو التصلب المتعدد على سبيل المثال، يطلق الجهاز المناعي بشكل مفرط ودون داعٍ تلك البروتينات. ما يؤدي لحدوث الأمراض المزمنة.

وفي تلك الدراسة، قام العلماء بتحديد جزيء صغير للغاية، يمكن أن يكون بمثابة «مفتاح». فحين يتواجد ضمن البروتين، تقوم البروتينات بعملها وتسبب الالتهاب. وعندما يتم نزعه، لا يسبب تلك المجموعة من البروتينات أي التهابات.

وجد الفريق البحثي في دراسة تمت على فئران التجارب أن البروتين المسمى SIRT2 هو ذلك المفتاح. إذ إنه المسؤول عن التخلص من الالتهابات في البروتينات NLRP3.

فقد أظهرت الفئران التي ولدت مع طفرة وراثية منعتها من إنتاج SIRT2 المزيد من علامات الالتهاب، كما عانت أيضاً من مقاومة أعلى للأنسولين، وهي حالة مرتبطة بمرض السكري من النوع 2 ومتلازمة التمثيل الغذائي.

وهذا يعنى أن وجود ذلك الجزيء في الجسم ـ أو حقنه ـ قد يكون ضمانة كبيرة ليس لعدم حدوث الالتهابات فحسب، بل أيضاً لعكس آثار الشيخوخة التي تعد أحد الأعراض الجانبية لحدوث الالتهابات.