الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الشخير عند الأطفال نذير بوجود تضخم في اللحمية

أكد أحد أخصائيي الرعاية الصحية في دبي على ضرورة مراجعة الأطفال الذين يعانون من التهابات متكررة في الأذن أو الحلق، لطبيب أخصائي في الأذن والأنف والحنجرة بأقرب وقت. وتأتي هذه الدعوة بعد تسجيل ارتفاع في عدد حالات الإصابة بما يُعرف طبياً بتضخم الغُدَّانيّات (الزائدة اللحمية الأنفية أو تضخم الناميات)، والتي يتم تشخيصها في مراحل لاحقة من الإصابة بالعدوى. وقد تؤدي مثل هذه الحالات إلى حدوث مضاعفات مثل سلس البول أو التبول اللاإراداي، والشخير المتكرر؛ الذي يعتبر أحد مؤشرات صعوبة التنفس أثناء النوم.

والغُدَّانيّات عبارة عن مجموعة من الأنسجة مثل الغدد الليمفاوية أو اللوزتين، وتقع خلف التجويف الأنفي. وتعد جزءاً هاماً من الجهاز المناعي المسؤول عن مواجهة أشكال العدوى المختلفة. وتمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروسات والبكتيريا التي قد يستنشقها الرضيع والطفل عبر الأنف.

وحول هذا الموضوع، قال الدكتور هيثم مرسي، أخصائي الأذن والأنف والحنجرة في «المستشفى الكندي التخصصي»: "يعد تضخم الغُدَّانيّات من أقل حالات التشخيص التي يتم تسجيلها، وخاصة لدى الفئة العمرية بين ۳ – ۱۰ سنوات. فعند إصابة الطفل بعدوى ما، يلجأ الأهالي إلى استشارة طبيب الأطفال، وهو التصرف الصحيح. ولكن عندما تتكرر الإصابة بالعدوى لدى الطفل، فقد يكون ذلك نتيجة حدوث تضخم في الغُدَّانيات، والتي قد تؤدي في حال عدم معالجتها إلى حدوث مجموعة من المضاعفات".

وبالإضافة إلى الإصابة المتكررة بالتهابات الأذن والأنف والحنجرة، يمكن أن يتسبب تضخم الغُدَّانيّات لدى الأطفال في حدوث اضطرابات في التنفس والشخير أثناء النوم وعدم الشعور بالراحة، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى انخفاض مستوى نشاطهم وشعورهم بالتعب خلال اليوم، مما سيؤثر على مستوى تركيزهم في المدرسة.



عند الإصابة بالعدوى، تتضخم الغُدَّانيّات كإجراء دفاعي لحماية الجسم، ولكنها تبدأ بالتقلص بمجرد القضاء على العدوى. إلا أن المشكلة تكمن عند بقاء الغُدَّانيّات متضخمة حتى بعد فترة العلاج والشفاء من العدوى، ويحدث ذلك عادة بسبب الحساسية المزمنة أو إصابة الجهاز التنفسي العلوي بالعدوى تكراراً، مما يتسبب بظهور سلسلة من الأعراض مثل صعوبة في التنفس، واحتقان أو انسداد الأنف، وجفاف الفم وتشقق الشفتين، والتهاب الحلق، والشخير واضطرابات النوم، والتهابات في الأذن الوسطى وتراكم السوائل فيها.

وقد يتطور الأمر في بعض الحالات إلى الإصابة بالسحنة الغُدَّانية (Adenoid Facies)، وهي اضطراب نمو يصيب الأسنان والوجه، وذلك نتيجة لتضخم الغُدَّانيّات المزمن. وتعد هذه من الحالات التي لا يمكن معالجتها في حال تم إهمالها دون علاج قبل بلوغ سن العاشرة. لذا في حال استمرت الأعراض بالظهور لدى الطفل بصورة متكررة، حينها لا بد من اللجوء وبشكل فوري إلى الطبيب الأخصائي، ولا سيما بالنسبة للأطفال بين ٦ – ۱۰ سنوات.

لنأخذ حالة الطفلة أوبري البالغة من العمر ٥ سنوات، والتي كانت تزور طبيب الأطفال بشكل متكرر يصل أحياناً إلى مرتين في الشهر لمعاناتها من حالات احتقان الأنف والتهاب الأذن بصورة متكررة. كانت تتنفس غالباً من فمها، وتعاني من الشخير في هذه السن المبكرة. وكان الطبيب يصف لها البخاخات الأنفية وغيرها من الأدوية بناءً على تشخيص إصابتها بالربو القصبي أو الحساسية الأنفية. ولكن بعد استشارة أخصائي الأذن والأنف والحنجرة، كشفت الأشعة السينية وجود تضخم في الغدانيات لديها. فلجأ الطبيب إلى إجراء عمل جراحي للطفلة باعتماد التقنيات التقليدية وباستخدام المنظار الجراحي، وخلال الجراحة تبين أن جزءاً كبيراً من النسيج الغداني موجود في فتحات الأنف الخلفية، وقد تم إزالته بشكل كامل باستخدام المنظار. وبفضل هذا العمل الجراحي، تخلصت أوبري من الالتهابات الأذنية والاحتقانات الأنفية، وتتمتع اليوم بطفولتها دون أي مشكلات في النوم أو التنفس.



وأضاف الدكتور هيثم مرسي: "هناك مفهوم خاطئ وشائع أنه بعد استئصال الغُدَّانيّات، من المحتمل أن تظهر مجدداً. وهنا أنوه إلى أن فرص نموها مجدداً قد تكون أعلى نسبياً عند استئصالها عبر العمل الجراحي التقليدي، ولكن عندما يقوم أخصائي جراحة الأذن والأنف والحنجرة باستئصالها عبر المنظار الجراحي، يمكن حينها إزالة كتلة الأنسجة الغدانية بالكامل وبشكل آمن".